الفنانون المصريون يسعون اليوم لإعادة بعث التعاون الثقافي بين البلدين تحدث الممثل المصري عبد الرحيم حسن في حوار للفجر وذلك على هامش المهرجان الوطني للمسرح المحترف المنعقد بالجزائر العاصمة حيث تطرق الفنان الى عدد من القضايا المرتبطة بالفن الرابع في الجزائر ومصر، كما حاول المتحدث في هذا اللقاء الذي جمعنا به أن يقدم صورة وواقع المشهد الثقافي المصري. هل تعرفت إلى المسرح الجزائري خلال المهرجان؟ في الحقيقة لقد أتيحت لي الفرصة من قبل لزيارة الجزائر سنة 2011 خلال الطبعة الرابعة لمهرجان المسرح المحترف زيارتي تلك جعلتني أتعرف على المسرح الجزائري رأيت وقتها مسرحا يحاول شق طريقه يحاول إثبات هويته، لكنني أرى التطور الكبير الذي حققه خلال السنتين الأخيرتين. كيف هو حال الدراما المصرية بعد الثورة المصرية؟ بالتأكيد ثمة بعض التغيرات على الثورة أن تبدل المفاهيم والعقليات، وكما نعلم أن الفن مرآة عصره وأول ما ستحدث بعد الثورة، وبعد 30 سنة قضاها المصريون في حالة عسيرة من الجمود والركود، أن المناخ سيلفظ كل من هو ضعيف وسيتلاشى كل عمل رديء في مختلف الفنون الإبداعية، وسيأتي ما يليق بالوعي الجديد للمصريين، لأن فكر المبدعين الكتاب سيتغير وستظهر أفكار جديدة عند الممثلين والمخرجين، مع تطور الوعي ووجود الحرية في الطرح، وهذا معناه أننا بصدد عيش مرحلة انتقالية لاستقبال ما هو جديد وما يتفق مع المرحلة القادمة. نفهم أنك من المؤيدين لحركات الربيع العربي وللتغيرات التي شهدتها بعض البلدان العربية، بحكم مساهمتها في تجديد الروح الثقافية؟ طبعا، لأن حرية الفكر ضد الانغلاق عندما تنتشر حرية الفكر وتصبح من البديهيات ، وقتها فقط بإمكان الفنان أن يبدع ويعطي أشكالا جديدة لإبداعاته ترضي ذوق المتلقي. هل ترى أن الدراما المصرية تواجه أزمات بسبب حالة التوتر وعدم الاستقرار؟ لا، لا يوجد أزمة ، لكن الأمر يتعلق بتقلص عدد الإنتاجات التلفزيونية إلى نصف ما كانت تنتجه وهذا أمر طبيعي حيث يعود هذا التراجع إلى الظروف الصعبة التي مرت بها مصر، ما نتج عنه توقف معظم المنتجين عن الإنتاج لأسباب مادية، لكن هذا لا ينفي وجود مسلسلات متنوعة وهامة حيث مازلنا نعمل لترجع الأمور إلى استقرارها حتى نستطيع رفع الإنتاج لو تحدثنا قليلا عن الدراما التركية التي زاحمت في الآونة الأخيرة الإنتاجات العربية السورية والمصرية على السواء ماذا تقول؟ الدراما التركية لا تستطيع أن تحل محل الإنتاج العربي، لأنها غريبة عنا قليلا، مواضيعها لا تتماشى مع واقع الشباب العربي وهي مثل أي موضة جديدة مثل تسريحة شعر أو موديل لباس متداول بين الشباب يسعدون بها فترة ويلهثون خلفها فترة ثم يعزفون عنها تأخذ وقتها وتذهب... أعتقد أنه بعد الثورة هناك اختلاف كبير في طبيعة البرامج والمسلسلات التي يشاهدها الجمهور المصري خصوصا والعربي عموما ، ومن ثم أقول أن فكرة المسلسل التركي هو وجه آخر للمسلسل المكسيكي و الفيلم الهندي في معظم دراماته التي لا تتفق مع بيئتنا العربية والتي اندثر الاهتمام بها بعد فترة. في رأيك لماذا نجحت الدراما لتركية في فرض نفسها على الجماهير في الدول العربية؟ لاعتمادها على أساليب جديدة لم نكن ننتبه لها مثل التركيز على الإبهار في الديكور استخدام المناظر السياحية ومعالمها الجميلة إذ لا يخلو مسلسل من هذه العناصر بالإضافة الى اللعب على أوتار المشاعر والرومنسية ،لذلك أصبحنا نحاول جاهديين الاهتمام بهذه النقاط ومراعاتها. ألا ترى بأن الوقت قد حان لتوحد الدراما العربية في انتاجات تلفزيونية مشتركة من شأنها أن تعطي متنفسا جديدا للمشاهد العربي؟ هذا صحيح، فالدراما المصرية مثلا كانت لها انتاجات مشتركة مع الدراما السورية، ومن المفروض أن يطرح في المرحلة القادمة إمكانية خلق تزاوج بين الدراما الجزائرية والدراما المصرية، وتكلمت في الموضوع خلال لقاءات متعددة مع مسرحيين جزائريين في إطار الطبعة السابقة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف، وكذلك تكلمت مع السيدة الوزيرة خليدة تومي والتي رحبت بالفكرة و شجعتها حيث أجابتني بعبارة لن أنساها أبدا ”سأدعم هذا المشروع ولو اضطررت لشحذ المساعدة”، ومن هذا المقام أشكر هذه السيدة القديرة التي تحاول جاهدة رفع الثقافة بالجزائر، وأتمنى إن شاء الله أن تكون مشاركة عربية واسعة في العمل الذي سنطرحه قريبا على أرض الواقع. هل لنا أن نعرف طبيعة العمل الإبداعي المشترك؟ اتفقنا إن شاء الله أن يكون العمل المشترك في تجسيد مسرحية تراثية، بحكم قرب التراث من الشعوب جميعا، ومن هذا المنطلق أرى إمكانية التوحد في إنتاج عمل عربي مشترك كخطوة أولى تليها خطوات أكبر وأهم. ما هي رؤيتك لواقع المسرح العربي عموما اليوم؟ رأيت عروضا في هذه الطبعة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف تجعلني متفائلا بواقع المسرح العربي، فأنا أجزم أن سبب نجاح المهرجان هو التوافد الكبير للجمهور على العروض المشاركة داخل المنافسة وخارجها، وهذا يعني أن هناك وعيا لدى الجمهور بقيمة المسرح كما أني أعمل مع الكثير من الفنانين لنقل تجربة ”مسرح الغد” والتي نحاول من خلالها تقريب المسرح من الناس والوصول اليهم في كل مكان .