عقد أمس مجلس الوزراء العراقي أول جلسة له بإقليم كردستان الذي يزوره رئيس الوزراء نوري المالكي في محاولة منه لوضع الخلافات بين الحكومة المركزية والإقليم جانبا، والتطلع للتفاوض مع الإقليم ومع مناطق أخرى تعرف الكثير من التوتر على غرار الأنبار. بعد التوتر الذي عرفه العراق والقطيعة التي عاشتها بغداد مع أربيل دفعت بوزراء تحالف الإقليم الكردستاني إلى تعليق حضورهم في اجتماعات مجلس الوزراء كما فعل نظرائهم من الكتل التي يطغى عليها التمثيل السني، غير أن العلاقة بين الحكومة الاتحادية والإقليم عادت إلى طبيعتها بشكل مفاجئ بعد زيارة رئيس وزراء الإقليم الأخيرة نيجرفان بارزاني إلى العاصمة بغداد، والتي وجه خلالها دعوة رسمية إلى المالكي لعقد جلسة لمجلس الوزراء في أربيل، وتم خلال الزيارة بحث آلية التعامل والتعاون بين بغداد وأربيل، وبحث تسوية المشكلات العالقة بين الجانبين، وكان المالكي صرح أمس الأول بأن اربيل هي مدينة عراقية مثلما الموصل والبصرة عراقيتان، كما رحبت حكومة إقليم كردستان بزيارة المالكي لعقد اجتماع للحكومة المركزية العراقية فيها وإجراء مباحثات سياسية مع قادة الإقليم. في تطورات الوضع الأمني قتل أمس 7 أشخاص وأصيب نحو 17 آخرين جراء انفجار سيارة مفخخة في العاصمة العراقية بغداد، حيث وقع الانفجار بحي الكاظمية قرب ساحة محمد جواد، وأكد مصدر أمني أن الانتحاري الذي كان يقود السيارة استهدف مقار اللواء الثامن أي مديرية الاستخبارات سابقا، كما فجّر انتحاري نفسه بسيارة مفخخة بمدينة الموصل شمال بغداد بجوار قاعدة عسكرية، ما أدى إلى إصابة 12 جنديا و9 مدنيين حسب ضابط في الجيش وطبيب في مستشفى المدينة، وعلى الرغم من اتخاذ السلطات العراقية كل التدابير خلال الأيام الماضية كل الإجراءات الضرورية قيدت فيها حركة السيارات التي تحمل لوحات مؤقتة إلا أن التفجيرات لا تزال تحصد المزيد من الأرواح العراقية، حيث انفجرت خلال الأيام العشرة الأخيرة من ماي نحو 50 سيارة أودت بحياة المئات، في شهر دام قتل فيه أكثر من ألف شخص بحسب الأممالمتحدة ما يجعله أكثر الأشهر دموية منذ منتصف 2008.