فشل البرلمان العراقي في حسم انتخاب رئيس جديد له خلفا للرئيس السابق محمود المشهداني في جلسة التصويت التي عقدها أمس، حيث لم يحصل أي من المرشحين للمنصب على عدد الأصوات المطلوب للفوز من الجولة الأولى. قالت مصادر برلمانية إن مجلس النواب سيعقد جلسة تصويت ثانية غدا الخميس لحسم الاختيار بين المتنافسين اللذين حصلا على أعلى نسبة من الأصوات، حيث أسفر الاقتراع الذي شارك فيه 225 نائبا من أصل عدد النواب البالغ 275 عن تصدر إياد السامرائي وخليل جدوع النتائج بحصول الأول على 117 صوتا والثاني على 43 صوتا، وأوضحت المصادر أن 40 نائبا صوتوا بأوراق بيضاء. يشار إلى أن المرشح لرئاسة مجلس النواب يحتاج للفوز بأصوات 138 صوتا لتفادي جلسة تصويت ثانية. وكانت صحيفة الصباح الحكومية العراقية نقلت عن الناطق باسم جبهة التوافق سليم عبد الله قوله إن الأسماء النهائية التي ستطرح للترشيح أثناء الجلسة هي "إياد السامرائي وخليل جدوع والشيخ وثاب شاكر وحسين الفلوجي والشيخ عبد مطلك الجبوري"، لافتا إلى أن الأسماء الثلاثة الأخيرة هي لمرشحين مستقلين، أما الاسمان الأولان فهما مرشحا جبهة التوافق. وتجدر الإشارة إلى أن منصب رئيس البرلمان خال منذ استقالة المشهداني قبل نحو شهرين إثر مشادات كلامية مع بعض الأعضاء، وكان مجلس النواب قد فشل في اختيار رئيس للمجلس في عدة جلسات سابقة منذ استقالة المشهداني. ومن ناحية أخرى وصل وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إلى أربيل في إقليم كردستان العراق في إطار زيارته للعراق التي بدأها أول أمس، وأجرى شتاينماير عقب وصوله أربيل محادثات ثلاثية مع رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني وابن شقيقه نيجرفان البارزاني رئيس حكومة الإقليم. وتعهد الوزير الألماني بافتتاح قنصلية عامة لبلاده ومشروعات تعاونية عديدة في أربيل، وكان شتاينماير وصل أمس إلى بغداد في زيارة لم يعلن عنها مسبقا لأسباب أمنية هي الأولى التي يقوم بها وزير خارجية ألماني للعاصمة العراقية منذ 22 عاما. وعلى الصعيد الأمني اغتال مسلحون مسؤولا في الحزب الإسلامي العراقي أمام منزله في بغداد، وقال عضو البرلمان العراقي عمر عبد الستار إن مسلحين يركبون سيارة أطلقوا الرصاص على سمير صفوت (55 عاما) الموظف في وزارة التجارة فأردوه قتيلا ولاذوا بالفرار، كما أشار عبد الستار إلى أن اغتياله ربما يعود لتصريحات أدلى بها أثناء اجتماع انتخابي عقد مؤخرا دعا فيها السنة والشيعة إلى مداواة الجراح في يوم من الأيام دون وجود إيراني وأميركي في العراق. وتجدر الإشارة إلى أن بغداد والموصل شهدتا اغتيال مرشحين للعرب السنة أثناء حملة انتخابات مجالس المحافظات التي جرت نهاية جانفي الماضي. وفي تطور آخر قتل سبعة عراقيين وأصيب أكثر من ثلاثين آخرين عندما اصطدمت حافلة تقلهم بسيارة عسكرية بريطانية على الطريق السريع قرب مدينة البصرة جنوبي العراق، وقال متحدث عسكري بريطاني إن السيارة البريطانية كانت تقوم بدورية ليلية روتينية أمس وكانت متوقفة عند وقوع الحادث، حيث كانت الحافلة تقل زوارا شيعة في طريق عودتهم من مدينة كربلاء بعد إحياء أربعينية الإمام الحسين رضي الله عنه.