اشتكى سكان قرية الصفصافة ببلدية بني حميدان، في قسنطينة، من استمرار حرمانهم من التزود بالمياه الصالحة للشرب منذ سنوات عدة، رغم شكواهم الدائمة بتعجيل تسوية أزمتهم هذه التي حولت حياتهم إلى جحيم لا يطاق. السكان، في معرض حديثهم مع ”الفجر”، أكدوا استفادتهم من شبكة المياه الصالحة للشرب منذ 20 سنة تقريبا، غير أن استغلالهم لها اقتصر على الأشغال المنزلية فحسب بسبب اختلاطها مع قنوات الصرف الصحي، ما جعلها غير صالحة للشرب تماما، الوضع الذي جعلهم يتكبدون مشقة جلب قوارير الماء الشروب من الآبار والينابيع المجاورة لمساكنهم تحت وطأة أحوال الطقس القاسية شتاء و صيفا، فضلا عن تراكم ديون فواتير المياه التي أبوا استيفاءها احتجاجا منهم على تخاذلها في رفع الغبن عنهم بتسوية مشكلتهم هذه التي يزيد عمرها عن العشرين سنة، محملين في ذات الشأن السلطات المحلية مسؤولية ذلك، على اعتبار أنهم لم يتوانوا في إرسال العديد من الشكاوي إليها، غير أنها لم تتدخل كوسيط فعال لاتخاذ الحلول المناسبة إزاء أزمتهم التي لا تنفك أن تزداد تعقيدا سنة تلوى الأخرى. الجهات الوصية ”شاهد ما شافش حاجة” وفي تصريحات لأحد ممثلي السكان، ذكر موسى، رب أسرة تتكون من 6 أفراد، أن الشقاء الذي يعانونه منذ عشريتين من الزمن لا يمكن وصفه، فمشكلهم مع الماء تتفاقم بحلول فصل الصيف، أين تجف الآبار والينابيع الطبيعية، الشيء الذي يضطر الكثيرين منهم إلى التنقل لمسافات طويلة من أجل جلب الماء لسد النقص لأن انتظار الصهاريج قد يبقيهم بلا ماء يسدون بهم عطشهم. أهالي قرية الصفصافة التي تضم أكثر من 150 عائلة، وجهوا من خلال ”الفجر”، رسالة شكوى للقائمين على مؤسسة توزيع وتسيير المياه بقسنطينة ”سياكو”، مطالبين إياهم بضرورة التدخل سريعا لوضع حد لمعاناتهم هذه التي تنبئ بوقوع كارثة إنسانية في أي لحظة، على اعتبار أنها تهدد بشكل مباشر سلامة الصحة العمومية، منددين بتصعيد موقفهم في حالة استمرار، ما أصابهم من سياسة اللامبالاة والتهميش. وأفاد رئيس بلدية بني حميدان أن مصالحه راسلت مرارا شركة ”سياكو” بغرض التدخل لحل هذا المشكل، وأن مشروعا قيد الدراسة لتجاوز متاعب سكان الصفصافة بخصوص الماء الشروب، غير أن السكان يعاكسون هذا الرأي، مؤكدين أنهم تقدموا بعدة شكاوى للبلدية لكن دون تلقيهم ردود مشجعة.