تقع بلدية تاملوكة على بعد 65 كلم غرب عاصمة الولاية قالمة، ظلت لسنوات طويلة سيدة القمح بلا منازع ، فعلى امتداد السهل الجنوبي الممتد من بلدية واد الزناتي الى غاية بلدية عين مخلوف جنوبا وبلدية تاملوكة غربا تستقبلك المحاصيل الزراعية بسنابل الحبوب بأنواعها الثلاث من شعير وقمح لين وقمح صلب هذا الاخير الذي نال شهرة عالمية وبانتاج وفير يصل في اغلب الاحيان الى 50 قنطار في الهكتار الواحد. الزائر الى السهل الجنوبي لبلدية تاملوكة هذه الأيام ينتابه شعور بأنه يلج أرض جرداء ظلت لسنوات مهمشة بدون زراعة، حيث وقفنا على وضع كارثي ذلك الذي حل بالمحاصيل الزراعية، بعد ان ابت السماء ان تمطر بما يكفي لسقي المحاصيل، وكذا التأخر في استلام الاسمدة وهما عاملان جعل ألاف الهكتارات تحترق وتجف سنابلها قبل نموها. فلاحو تاملوكة يطالبون السلطات المحلية انقاذهم من الافلاس وحسب فلاحي بلدية تاملوكة فأنهم رفعوا شكوى للسلطات المحلية وعلى رأسهم والي الولاية بالتدخل للوقوف على خسائرهم نتيجة الجفاف الذي ضرب المنطقة خلال هذا الموسم 2013، مؤكدين وجود أكثر من 7200هكتار متضرر بالمائة، مضيفين انه بالرغم من تنقل لجنة من مديرية المصالح الفلاحية لولاية قالمة بمعية الصندوق الجهوي للتعاون الفلاحي للوقوف على ما خلفه الجفاف، إلا أنهم لم يتلقوا أي توضيحات تطمئنهم ، خاصة وإن أغلب هؤلاء الفلاحين لديهم ديون لدى البنوك مطالبين بتسديدها ومع وجود هذا الجفاف فإنه صار من المستحيل أن يتم تسديدها عملية، كما لا يتمكن فلاحو المنطقة من تمويل عملية الحرث والبذر بأموالهم الخاصة وعليه فهم يطالبون من بنك الفلاحة والتنمية الريفية حل هذه المعضلة الخاصة بهذه السنة مع تمكينهم من الاستفادة بالقرض للسنة الموالية، مع تقديمهم اقتراحات بتشكيل لجنة خاصة لها كل المصداقية والصلاحيات من خبراء مختصين في المجال الفلاحي يتم تعيينهم سواء من طرف الهيئة الوصية المتمثلة في مديرية المصالح الفلاحية أو الصندوق الجهوي للتعاون الفلاحي للولاية لحصر المحاصيل المتضررة لتعويض اصحابها والمتمثلة في جنوب تاملوكة المقدرة بحوالي 10.000 هكتار، جنوب عين مخلوف المقدرة بحوالي 4000 هكتار اضافة الى كل من مشتة بن مهني والمقيسبة. مع اقتراح تعويض يتمثل في البذور، الأسمدة الأزوتية الفوسفاتية والأدوية للموسم الفلاحي 2012/2013 من طرف الصندوق الخاص بالكوارث الطبيعية. حتى المواشي لم تجد ما تأكله نتيجة الجفاف كما اشتكى فلاحو تاملوكة من النقص الكبير في اعلاف المواشي نتيجة الجفاف الذي ضرب المنطقة هذا الموسم، مما ادى بهم الى اقتناء الاعلاف من السوق السوداء بأسعار خيالية، اين وصل سعر القنطار الواحد بحوالي 3الاف دج، كما ان النقص المسجل في هطول الامطار كان له الاثر السلبي كذلك على وفرة المياه، حيث يضطر المولون على اقتناء صهاريج المياه من اجل سقي ماشيتهم وخشية أن يقضى هذا الجفاف على مواشيهم التي تعد من اجود اللحوم بالولاية طالب اصحاب الماشية من المعنيين بالأمر بالنظر لمعاناتهم من اجل توفير الاعلاف مع ربطهم بسد سدراتة الذي يربط قصر الصبيحي والذي لايبعد عن منطقة المقيسبة إلا بحوالي 5 كلم. المقيسبة والجحفة في حاجة الى تهيئة الطريق والكهرباء طالب سكان مشتة المقيسبة من المعنيين بالأمر بالإسراع في تهيئة الطريق الترابي الذي يربطهم بعاصمة البلدية تاملوكة والممتد على مسافة 05 كلم، اين اكدوا لنا أن هذا الطريق يعتبر المنفذ الوحيد لهم لدخول عاصمة البلدية، إلا ان معاناتهم مع هذا المنفذ تعد كارثية، خاصة خلال فصل الشتاء، اين يصعب حتى عى الجرارات عبورها نتيجة تحوله الى عبارة عن اوحال استعصى في الكثير من المرات نقل الحالات المرضية المستعجلة للعيادة المتعددة الخدمات بمقر البلدية، كما ان هذا الطريق حسب السكان تسبب في وفيات لأجنة حوامل. السكان يناشدون اليوم السلطات المحلية بالنظر في مطلبهم والإسراع بتهيئة هذا الطريق الذي وقف عليه عدة مسؤولين زاروا المنطقة حسبهم وتم وعدهم بتهيئته إلا ان الامور بقيت على حالها الى حد الساعة. كما طالب فلاحو المنطقة بضرورة خلق مركز متقدم للحماية المدنية ولو بتوفير شاحنة اطفاء واحدة خلال فصل الصيف من اجل التصدي للحرائق في حالة اندلاعها في وقتها. كما طالب سكان الجحفة القائمون على البلدية يربط سكانتهم بالكهرباء الريفية وتزويدهم بالمياه الصالحة للشرب. كما عبر لنا بعض شباب بلدية تاملوكة عن استيائهم من التهميش الذي طال بلديتهم من خلال غياب برامج انمائية من شانها امتصاص جحافل البطالين الذين تعجوا بهم مقاهي البلدية مؤكدين ان غياب فرص العمل بمقر ادى بالكثير من هؤلاء الشاب البطال بالتنقل الى البلديات او الولايات المجاورة لعلى وعسى الظفر بمنصب شغل لدى مقاولات البناء حتى في مجال الفلاحة هذه الاخيرة قال بشأنها احد الشباب ان بلدية تاملوكة تعتبر من اكثر بلديات الولاية بها ارضي فلاحية، إلا ان شبابها بطال مضيفا هل يعقل ان يوجد بتراب البلدية مزرعتين نموذجيتين تحوزان على قرابة 04 ألاف هكتار إلا انها لا تشغل سوى 20 فردا. المطالبة بحقهم في السكن والغاز والمياه خلال زيارتنا لبلدية تاملوكة دلنا بعض المواطنين على حي اطلقوا عليه اسم ادغال افريقيا وهو حي صالح طكوك القصديري الذي يظم حوالي 200 ساكن فسكانه لم يعودون يفقهون قولا كل همهم هو ترحيلهم لسكنات لائقة تقيهم حر الصيف وقر الشتاء، حيث اكدت لنا احدى السيدات انها احصيت خلال 2007 إلا انها لغاية الان لا تعرف مصيرها ان كانت سوف ترحل ام ستقضي في هذا الحي بقية عمرها، فيما قال مواطن اخر ان سكان حي صالح طكوك استعملهم السياسين كوعاء انتخابي اثناء حملاتهم الانتخابية فقط لكن بعد الانتخابات لا احد منهم زار الحي ووقف على معاناة ساكنيه الذين يفتقرون لأبسط متطلبات الحياة الكريمة من غياب لغاز المدينة الى اختلاط المياه الصالحة للشرب بقنوات صرف الصحي مما ادى بسكان الحي بشراء الماء من عند أصحاب الصهاريج أو اقتناء المياه المعدنية، فيما يتحمل البعض عناء التنقل لجلب الماء من المنابع المائية المجاورة. رئيس البلدية يبرر وجود النقائص وفي رده على انشغالات المواطنين اكد لنا نائب رئيس البلدية أن المجلس الشعبي البلدي لبلدية تاملوكة لم يدخر جهدا لأخذ انشغالات مواطنو البلدية بعين الاعتبار حسب الامكانيات المتاحة والأولوية حسب الكثافة السكانية، كاشفا فيما يخص الجفاف الذي ضرب السهل الجنوبي أن البلدية أخطرت الجهات المعنية بهذا الوضع الذي تعرفه المنطقة ونحن ننتظر ما ستسفر عنه نتائج التحقيق التي قامت به اللجنة التي زارت المحاصيل المنكوبة، اما فيما يخص انشغال سكان صالح طكوك حول اختلاط المياه الصالحة للشرب بقنوات الصرف الصحي فقد اكد بشأنه النائب ان مصالح البلدية تدخلت بمعية الجزائرية للمياه لمعاينة الوضع وتم تسجيل عملية لتوسيع شبكة المياه، بحيث لم يقتصر نقص المياه عن سكان حي صالح طكوك فقط بل هناك سكان سلاوة، وكذا سكان قرية برحاب، حيث عملت البلدية على تسجيل خزان ذا سعة كبيرة لتزويد سكان سلاوة، فيما سيتم تزويد قرية برحاب من خزان عين رقادة والعملية سوف تنطلق مع نهاية موسم الحصاد حتى لا يتم اتلاف المحاصيل الزراعية اثناء الحفر. أما في ما يخص الغاز الطبيعي فقد قال بشأنه النائب بالمجلس الشعبي البلدي بتاملوكة ان البلدية عملت على ربط جميع الاحياء والتجمعات السكنية عبر اقليم البلدية بالغاز الطبيعي ونحن الان نقوم بربط باقي الجماعات الثانوية ومن لم يتم ربطه بالغز الطبيعي يحي صالح طكوك ما عليه إلا الاتصال بمصالح البلدية. وفي رده على عملية فك العزلة عن المشاتي قال بشأنه انه تم تسجيل جميع المناطق الريفية وسوف يتم انجازها حسب الأولوية.