الأسد: "تسليح المعارضة دعم للإرهاب وأوروبا ستدفع ثمن خياراتها" تَواصل اجتماع مجموعة الثماني دون الخروج بجديد يخدم القضية السورية وبدت الخلافات جلية بين قطبي العالم الشرق والغربي المتفقين على الأمور الشكلية فيما يتعلق بإنهاء الحرب في المنطقة، واللذين تتعارض أفكارهما بخصوص التفاصيل الجوهرية التي تخدم المسألة، وهي تحاول جمع طرفي النزاع السوري على طاولة مفاوضات مشتركة تدفع بالخيار السياسي نحو التجسيد على أرض الواقع. ناقشت قمة ”الثماني” بإيرلندا الشمالية العديد من الملفات، بحث خلالها زعماء الدول مسألة مكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات والخروج بموقف موحد وقوي يضمن التعاون المشترك بين الجميع وغيرها من المسائل الاقتصادية وتحفيز التجارة بين الدول، وتبقى الحرب السورية أهم ملف طرح على طاولة الاجتماع لكنه طوي كما فتح دون إضافات تذكر للمواقف الدولية، خاصة مع بقاء الفاعلين في النزاع السوري متشبثين بخياراتهم، ولم تنجح المشاورات في تحقيق توافق ولو نسبي في الخطوات التي تعتمدها كل دولة بما فيها مؤتمر الحوار الدولي الذي تتمسك به موسكو وترى فيه الحل الوحيد والأوحد لجمع طرفي الصراع على مائدة مشتركة، وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف عن تحقيق تقدم في قمة مجموعة ”الثماني” بشأن عقد مؤتمر ”جنيف - 2”. وقال ريابكوف أنه يمكن التأكيد عن تحقيق تقدم نحو عقد مؤتمر دولي حول سوريا على أساس التنفيذ الشامل لبيان ”جنيف”. وهي المبادرة التي يساندها المجتمع الدولي وتدعمها حتى البلدان الداعية لتسليح المعارضة هذه الأخيرة التي تعتبر محل الجدل والخلاف بين قادة العالم، حيث لم يخرج الزعماء بموقف موحد بخصوص قرار التسليح الذي تبنته الولاياتالمتحدةالأمريكية وترددت بريطانيا وفرنسا بعد إعلان ”جبهة النصرة” انتمائها للقاعدة في العراق، وهو الخيار الذي تدعمه إسرائيل حيث رحب الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز بقرار الولاياتالمتحدة تسليح مقاتلي المعارضة السورية، مقللا من شأن المخاوف التي تندد بها بعض الجهات الرافضة لهذه الخطوة ومن احتمال هذه الأسلحة ضد إسرائيل، وقال بيريز لوكالة ”رويترز” أن واشنطن لم يكن لها خيار بديل عن الموقف الذي تبنته. وشكلت الحكومة الانتقالية نقطة اختلاف بين المشاركين في القمة وبقي النقاش مفتوحا حول طبيعة الحكومة التي ستتولى زمام الدولة السورية في حال توصلت الدول الفاعلة في تحقيق توافق بين الطرفين المتصارعين، وحقق مؤتمر جنيف الحل الدبلوماسي المنتظر، أمام تعنت الأسد وتمسكه بالبقاء في الحكم إلى غاية 2014، منتقدا القرار الذي تبنته أوروبا وأمريكا، حيث أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن أوروبا ستدفع الثمن بتوريد السلاح إلى مقاتلي المعارضة، وقال الأسد خلال مقابلة مع صحيفة ”فرانكفورتر الغيميني تسايتونغ” الألمانية أن هذه الخطوة تسمح بتوسيع أرضية الإرهاب في الدول الأوروبية، مذكرا أن النظام يدعم الحوار منذ البداية وأن ”جنيف - 2” محطة هامة لبعث الحل السياسي، كما دافع الأسد عن العلاقة التي تربط بلاده بروسيا وإيران بوصفها علاقة تعاون تكفلها المواثيق والقوانين الدولية. من جانبه دعا رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق فؤاد السنيورة الرئيس اللبناني ميشال سليمان للضغط على حزب الله للانسحاب الفوري من الحرب السورية، وتأمين الحدود الشمالية والشرقية وضبط المعابر، وقال السنيورة خلال مؤتمر صحفي عقده أمس أن تورط حزب الله في سوريا يمثل خرقا لسيادة الدولة اللبنانية، مشيرا إلى أن سكوت لبنان حوّل البلاد من دولة مستضعفة إلى دولة فاشلة تحولت أراضيها إلى معسكرات. على صعيد آخر نفت طهران إرسالها 4 آلاف جندي لدعم قوات الأسد، وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية سيد عباس عراقجي أمس أن بلاده لا تنوي إرسال 4 آلاف من قوات الحرس الثوري إلى سوريا، موضحا أن القوات الحكومية السورية تملك القدرات اللازمة لمكافحة الإرهابيين والجماعات الإرهابية الناشطة في سوريا ولا حاجة لها للمساعدات العسكرية الإيرانية.