أفرز فشل اجتماع بروكسل في تحقيق إجماع أوروبي بشأن قرار رفع حظر الأسلحة على سوريا ردود أفعال متباينة، ووضع خطة الحل السياسي على مفترق طرق خطير وعلى رأسها الخطوة القادمة المتعلقة بمؤتمر جنيف 2 التي وافق النظام المشاركة في مباحثاتها، فيما لا تزال المعارضة تتمسك برحيل الأسد مقابل المضي قُدما في الخيار السلمي. نجحت بريطانيا وفرنسا في إملاء شروطهما على الدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي وأجبرتها على الخضوع لخيارهما المتعلق برفع حظر توريد السلاح إلى دمشق، لكن المثير للجدل هو أن وزراء الخارجية الأوروبيين قرروا رفع حظر الأسلحة على المعارضة والإبقاء عليه ساري المفعول على جانب النظام، ما يسمح بتعزيز صفوف الجيش الحر وترجيح الكفة لصالحه وإن لم يحدث هذا فإن القرار الأوروبي سيطيل عمر الحرب الدائرة في المنطقة ويعمق حجم الكارثة الإنسانية التي يعاني منها الشعب السوري النازح بأعداد متفاوتة إلى الدول المجاورة، كما يهدد هذا القرار أمن دول المنطقة خاصة التي تربطها حدودا مشتركة مع دمشق. وجاءت ردود أفعال المجتمع الدولي بشأن الخطوة الأوروبية سريعة جدا، حيث انتقدت روسيا أمس القرار ووصفته بالخطير جدا، وأعرب سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي عن خيبة أمل موسكو بشأن قرار الاتحاد الأوروبي رفع الحظر المفروض على تصدير الأسلحة إلى سوريا، مشيرا إلى أن القرار يضر بآفاق عقد مؤتمر ”جنيف 2” الدولي حول سوريا، وأضاف ريابكوف أن الخطوة الأوروبية تعارض السياسة التي يمارسها الاتحاد الأوروبي نفسه ولا تساعد على تحقيق تسوية سياسية على الرغم من كل التصريحات الداعية للتوصل إلى حل على أساس بيان جنيف وعلى الرغم من الاتفاق على ضرورة السير نحو عقد مؤتمر دولي حول الحرب في المنطقة، وكشف الدبلوماسي الروسي أن روسيا والولايات المتحدة لم تتمكنا بعد من تقريب مواقفها بشأن عقد مؤتمر ”جنيف 2”، مشيرا إلى أن موسكو لا توافق على عقده في ظل الظروف الحالية خاصة مع محاولة بعض الأطراف الخارجية فرض حلول جانبية على الشعب السوري وتحديد أبعاده العملية الانتقالية بشكل مسبق، مؤكدا على ضرورة المشاركة الإيرانية، كما استبعد المتحدث احتمال عقد ”جنيف 2” الشهر المقبل. من جهتها أيدت إيران التي تشدد على عدم التدخل في الشأن السوري الداخلي الرأي الروسي حيث أعربت عن خيبة أملها من القرار الأوروبي، مشيرة إلى أن رفع حظر تصدير الأسلحة إلى سوريا سيؤدي إلى زيادة خطر الإرهاب في أوروبا. وأعلن أمس عباس عراقجي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أمس لدى استقباله جان فرنسوا جيرو مدير دائرة الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الفرنسيّة أن قرار الاتحاد الأوروبي نرفع حظر توريد السلاح للمعارضة السورية سيسمح بانتشار الإرهاب داخل الاتحاد الأوروبي. وحث عبد اللهيان فرنسا على انتهاج السبل الدبلوماسية لحل الأزمة السورية والحيلولة دون تفاقم الأزمة وتصعيد أعمال العنف والتطرف على الصعيدين الإقليمي والدولي.