الشاعر خالد بن صالح: يجب على الجزائري كتابة تاريخه ولا ينتظر ذلك من الأخر قال الأديب العراقي محسن الرملي بأنّه يفترض على الجزائريين كتابة تاريخ الثورة الجزائرية بقدر عدد الشهداء الذين سقطوا في ميدان الشرف، بالنظر إلى التقصير الحاصل في الكتابة الأدبية على مستوى تاريخ الجزائر بصفة خاصة والعالم العربي بشكل عام وأنّ الثورة الجزائرية لم تشبع أدبا على حدّ تعبيره. كما هو الحال بالنسبة للعراق الذي راح ضحية لاستهلاك أخبار الصحافة اليومية. أعاب الدكتور والروائي العراقي محسن الرملي، دور الكتاب الجزائريين في عدم إنصاف تاريخ بلدهم من خلال الكتابة الروائية والأدبية أو حتى الشعرية التي كانت بنسبة أقل، لاسيما بعد المراحل الصعبة التي عايشتها لسنوات طويلة من خلال تعرضها للاحتلال والاستعمار. مبرزا، أولّ أمس، أثناء مناقشته رفقة الشاعر الجزائري خالد بن صالح في محاضرة حول ”صراعات الأدب” تندرج ضمن ندوات مهرجان الأدب وكتاب الشباب الذي يختتم في ال22 من الشهر الجاري برياض الفتح بالعاصمة، التقصير الحاصل في هذا الجانب باعتبار أنّ الأدب الحقيقي على حد تعبيره هو الذي يوصل إلى الناس ما يحدث من أحداث ووقائع. وقال صاحب ”حدائق الرئيس” في الصدد متحدثا عن الجزائر والعراق بالنظر إلى كونهما تعرضا للاستعمار من طرف قوى خارجية ”نحن مقصرين في التعبير عن ضحايانا وما حدث ويحدث في العراق يجعلنا لا نلتقط أنفاسنا ونقف وقفة تأمل للكتابة عنه بكل راحة”، مضيفا ”نكون معذورين لأنّ الاستهلاك اليومي للأحدث عن طريق ما تنشره الصحافة لا يعطينا لحظة تأمل كافية”. وفي السياق أشار الرملي في هذا الموضوع عن الثورة الجزائرية بأنّها لم تشبع أدبا بحيث يفترض أن تكتب أكثر من مليون رواية أي بقدر عدد الشهداء سواء في قصة عائلية، رواية حب وغيرها حتى توفى حقها من كل الجوانب. من جهته ألحّ الشاعر خالد بن صالح على ضرورة أن يعبر الجزائري عن نفسه وعمّا عرفته بلاده من أحداث سواء كانت مقاومة الاستعمار أو أحداث العشرية السوداء أو مختلف الحراكات الاجتماعية التي تقع في كل فترة ولا ينتظر من الآخر كتابتها مراعاة لعامل الصدق والحقيقة، كما أنّ التاريخ يعبر بالأرقام والأديب ينقل ما وقع بما يتماشى مع إحساسه. مؤكدا في الوقت نفسه على ضرورة مراجعة بعض الأمور لأنّ التأثيرات النصّية تنطلق من الأحداث وأزمات الخوف والقلق، بالإضافة إلى أنّ الأدب الحقيقي مثلما قال ”لا يحتاج إلى شعارات كبيرة” بل على الجزائري أن يكتب عن طريقه ليوصل حياته إلى الآخرين. وفي سياق ذي صلة أكد بن صالح بقاءه في مجال الشعر حتى وإن كان الزمن للرواية، فيرى بأن وجهة وتحول ثلة من الشعراء إلى الكتابة الروائية يعد إضافة للمدونة العربية، كما لم ينف في معرض حديثه بأنّ للشعر حضور قوي ولم يعد يبنى على قضية كبيرة من أجل تحقيقه جماهيرتيه.