منحت عودة الرئيس بوتفليقة إلى الجزائر على كرسي متحرك، نفسا جيدا لدعاة تفعيل المادة 88 من الدستور، حتى وإن حاول البعض التلاعب بالألفاظ والعزف على وتر الدبلوماسية، بتفنيد دعوته إلى المادة 88 سابقا، لكنه يصر الآن على فريق طبي من المحلفين للكشف عن القدرات الصحية للرئيس، في وقت وجد فيه حزبا السلطة في عودة بوتفليقة إلى الديار، فرصة للتشفي من دعاة التشاؤم. بلغة المتشفي، أكد التجمع الوطني الديمقراطي في بيان صحفي، أن ”العودة الميمونة للرئيس بوتفليقة في هذا الشهر الكريم، أزالت دعاوى التشاؤم، وستمد على طريق مستقبل الجزائر كل أسباب الاستقرار والتنمية تحت قيادة الرئيس بوتفليقة”. وأعرب الأرندي عن بالغ الارتياح لعودة رئيس الجمهورية إلى أرض الوطن بعد فترة العلاج والنقاهة، قائلا ”هي مناسبة سعيدة تلقي بظلال الثقة والطمأنينة، وتُشيع البهجة في نفوس الشعب الجزائري، الذي ظل على مدى الأسابيع الماضية يتابع بتفاؤل تعافي رئيس الجمهورية من الابتلاء الذي يلُمّ بالإنسان، ويتلقاه المؤمن بصبر، ثم يَحمد المولى عزّ وجلّ حين يمُن بالسلامة والعافية”. وقال عضو اللجنة المركزية، محمد الصغير قارة، في تصريح ل”الفجر”، إن الأفالان، فرح كغيره من الجزائريين بعودة الرئيس بوتفليقة إلى الجزائر، بعد حالة الفراغ التي خلفها غيابه لأزيد من شهرين ونصف الشهر، طال فيها الجدل السياسي، لدرجة نسي فيها بعض السياسيين أصول العمل السياسي والأخلاقي، مؤكدا أن الفرحة الكبرى ستكون يوم عودته لممارسة مهامه واستكمال عهدته، مضيفا أنه من المؤكد أن رجوع عبد العزيز بوتفليقة، سيمنح دعما معنويا كبيرا للمناضلين لتجاوز حالة الانسداد التي يعرفها الحزب، والضغط يعيشه الحزب حاليا. من جهتها، طالبت حركة النهضة على لسان المكلف بالإعلام، محمد حديبي، بفريق طبي محلف للنظر في صحة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وتقديم تقرير طبي حول حالته الصحية في ندوة صحفية، بعدها تفصل المؤسسات الدستورية في تفعيل من عدمه للمادة 88 من الدستور، مشيرا إلى أن حزبه لم يطالب بتفعيل المادة في وقت سابق، إنما بكشف الحقيقة عن حالته الصحية. وأكد عضو المكتب الوطني لحركة النهضة في رده على سؤال ”الفجر” حول تواجد الرئيس بوتفليقة على كرسي متحرك، أنه لا يمكن تقييم وضعيته الصحية على أساس الصور، فما يهم في تسيير الدولة هو القدرات العقلية، وأن السلطة لا تبرمج، مشددا على أن الوضع الحالي غير طبيعي، ”ومن غير المستبعد أن تكون هناك أهداف للسلطة من وراء تسويق هذه الصورة في هذا التوقيت بالذات”. وفي السياق، دعا رئيس حزب جبهة الشباب الديمقراطي للمواطنة، أحمد قوراية، في بيان صحفي تسلمت ”الفجر” نسخة منه، إلى إعفاء الرئيس من خدمة تسيير شؤون البلاد وأن يهتم بنفسه وصحته وتكفيه الهموم التي ورطه فيها بعض المحيطين من حوله”، مضيفا ”أنه آن الأوان لهذا المجاهد والرئيس ليرتاح بقية حياته من شؤون القيادة، لأن 80 يوما من الغياب عن البلاد دليل على أن المرض لا يزول، ويجب منحه حق المريض”، مذكرا أنه ”ربما الوحيد في المعارضة الذي قال لا يمكن تطبيق المادة 88 من الدستور، لاستحالتها ولعدم وجود أركان قانونية في تطبيقها”. وواصل البيان أنه في حالة تطبيقها لابد أولا من الرجوع إلى المادة 73 في الدستور، لكن بعد غيابه الطويل، ورغم أن الدولة باقية بفضل وقوف الوطنيين، كالوزير الأول عبد المالك سلال.. نتساءل هل يمكن للرئيس أن يحاسب هؤلاء الفاشلين في السلطة؟ وهل له قدرة على ذلك؟”.