الأفالان: على المطالبين بتفعيل المادة 88 التفقه دستوريا بدل تكرار الرقمين حمس : لم نطالب بتفعيل المادة 88 بل بكشف الوضع الصحي لبوتفليقة تراجعت أصوات المطالبين بتفعيل المادة 88 من الدستور، مع تأكيد كبار المسؤولين على أن الرئيس بوتفليقة تخطى مرحلة العلاج بالمستشفى العسكري ودخل مرحلة النقاهة، سيعود بعدها إلى مزاولة مهامه بقصر المرادية، وتصريحات الرئيس الفرنسي، الأمر الذي دفع البعض إلى التراجع عن الدعوة لتفعيل المادة 88، ولانتخابات مسبقة، ومباشرة مشاورات حول صيغة المشاركة في رئاسيات 2014، فيما يرفض البعض التسليم بالأمر الواقع، ويهدد بمقاطعة الاستحقاق ويدعو الى كشف حقيقة ما يدور أمام الرأي العام، ويحدث ذلك أمام أنظار حزبي السلطة، اللذين أعابا على دعاة تفعيل المادة، استغلال الظرف الإنساني للرئيس في أغراض سياسية لا تمت للأخلاق والدين بصلة. سارعت بعض أحزاب المعارضة بعد الإعلان عن مرض الرئيس بوتفليقة إلى الدعوة إلى تفعيل المادة 88 من الدستور، وتنظيم انتخابات مسبقة، وسط جدل كبير صاحب التوقيع على مراسيم رئاسية، غلب عليها طابع الإشاعة، قبل أن ينفجر الوزير الأول عبد المالك سلال ”غضبا” من ولاية باتنة، ويؤكد أنه ليس ”كذابا”، وأن الرئيس بوتفليقة بخير وسيعود قريبا، ولا داعي لتصديق الشائعات القادمة من وراء البحار، ليتبعه بعدها بعض وزرائه، كالوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان رابح خودري، الذي أعاب كثيرا على المعارضة تسرعها بالحديث عن المادة 88 مكرر، ولأن الجزائريين كما قال سلال، يتعاملون مع الأخبار القادمة من تلفزيونات وصحف دول الخارج كما يتعاملون مع المصحف الشريف، دخل وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، على الخط وبعدها الرئيس فرانسوا هولاند، واللذان أكدا أن الرئيس بوتفليقة في مرحلة نقاهة ب”مركز المعطوبين”. وفي ظل المعطيات الجديدة التي تؤكد نجاح الفحوصات الطبية للرئيس، وانتظار عودته في أقرب الآجال، كما تحدث رئيس الاتحاد الطبي الجزائري، الوزير السابق جمال ولد عباس، كيفت بعض أحزاب المعارضة مطالبها مع الواقع الجديد وراحت تحضر لرئاسيات 2014 بدل الانتخابات المسبقة، فهل فعلا تسرعت الأخيرة في إصرارها على تطبيق المادة 88 مكرر، وهل اقتنعت أخيرا بشفاء الرئيس وعودته سالما، ولماذا مازال البعض يصر على تفعيلها؟ الأفالان: ”من طلبوا تفعيل المادة 88 مكرر فقدوا البوصلة، ولا حديث عن مرشح الأفالان لأن بوتفليقة رئيس الحزب” قال عضو اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني، محمد الصغير قارة، إن المطالبين بتفعيل المادة 88 مكرر من الدستور لا يفقهون في الأمر شيئا، لأنهم لا يحفظون إلا الرقمين، وكان الأجدر بهم الاستعانة بخبراء وقانونيين لفهم مضمونها بشكل جيد. وأعاب الوزير السابق للسياحة، على بعض أحزاب المعارضة، الانتقادات التي وجهتها لحزب جبهة التحرير الوطني بسبب رفضها استغلال الوضع الصحي للرئيس بوتفليقة، وعدم الانصياع لرغباتها، رغم علمها أن الرئيس بوتفليقة هو الرئيس الشرفي للحزب، الذي يشارك في السلطة بقوة، سواء في الحكومة بثمانية وزراء، أو مختلف المجالس المنتخبة وعلى رأسها البرلمان، و”من غير المعقول أن نعارض أنفسنا”. ونصح النائب السابق بالغرفة السفلى للبرلمان، بعض أطراف المعارضة، بالتفقه في القوانين والمواد قبل الحديث عن تفعليها، ”لأن هؤلاء لا يعرفون في الكثير من الحالات موضع تطبيقها والمؤسسات المخولة بتفعيلها”، مؤكدا على ضرورة الارتقاء بالنقاش السياسي وبناء معارضة قوية يقوى بها نظام الحكم. وفي رده على سؤال حول تحضير الحزب للرئاسيات المقبلة، وهل تدور نقاشات حول مرشح الأفالان، أكد محدثنا أن الأمر غير وارد مطلقا، لأن الرئيس بوتفليقة هو الرئيس الشرفي للحزب، وبالتالي لا يمكن أن نفكر في شخص آخر ما دام المرشح موجودا، إلا إذا رفض الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الترشح لعهدة رابعة، وقتها لكل حادث حديث. حمس: ”لم نطالب بتفعيل المادة 88 مكرر، ونبحث مع شركائنا سيناريوهات المشاركة في الرئاسيات القادمة” أكد رئيس الكتلة البرلمانية لحركة مجتمع السلم، نعمان لعور، أن حمس لم تطالب بتفعيل المادة 88 مكرر من الدستور، بالصيغة التي تم طرحها من قبل بعض السياسيين، إنما طالبت بكشف حقيقة الوضع الصحي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، والتعامل بشفافية مع الجزائريين. وقال النائب بالغرفة السفلى للبرلمان، نعمان لعور، إن حركة مجتمع السلم لم تتحدث عن تفعيل المادة 88 مكرر من الدستور، بالطريقة التي تم طرحها في الساحة السياسية بعد نقل الرئيس بوتفليقة للعلاج في الخارج، كما أن حديثها عن انتخابات مسبقة كان بناء على الوضعية الصحية الحقيقة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وهذا أمر طبيعي وتحصيل حاصل. وفي حديثه عن تحضيرات الحزب لرئاسيات 2014، رغم أن الأمور لم تتضح بعد حول ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة من عدمه، أكد محدثنا أن التحضيرات انطلقت فعلا مع بداية المشاورات السياسية مع شركائنا، وبناء على هذه النقاشات ستتحدد الصيغة التي ستشارك بها الحركة في الاستحقاقات القادمة، إما بمرشح واحد أو بالتحالف مع أحزاب أخرى. النهضة: ”مصرون على المادة 88 مكرر، وأرانب الرئاسيات تستهويها ملايير المشاركة” أوضح الناطق الرسمي لحركة النهضة، محمد حديبي، أن حزبه غير مقتنع بشفاء الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، لأن السلطة تخفي شيئا وتتهرب من كشف الحقيقة، حتى لا تتحمل المسؤولية، مهددا بكشف الحقيقة أمام الرأي العام في حال أصر النظام على عدم فتح اللعبة الانتخابية في الاستحقاقات القادمة. وأضاف حديبي، أن عدم الكشف عن الوضع الصحي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة ينم عن أن السلطة تعد لطبخة في الكواليس، وتحاول ربح مزيد من الوقت، مؤكدا أن حزبه غير مقتنع بشفاء الرئيس وأن مطالب تفعيل المادة 88 مكرر كانت في محلها، لأن الجزائر دولة مؤسسات وليست دولة أشخاص. وهدد عضو المكتب الوطني لحزب النهضة، بتفعيل مقاطعة الرئاسيات القادمة أو الركون إلى أمور أخرى، في حال استمر النظام في استغفال الشعب، وأصر على غلق الرئاسيات القادمة، بتنصيب شخص يخدم مصالحهم لا غير، وأشار إلى أن بعض السياسيين يشاركون في الرئاسيات رغم علمهم المسبق بالنتيجة، وأن قبولهم المشاركة كأرانب ليس أملا في الفوز بقدر ما يتعلق الأمر بالأموال التي باتت تسيل اللعاب، وقال إن ”4 ملايير تسول لأي أحد خوض التجربة مهما كان الثمن”.