لا تخلو السهرات الرمضانية بولاية سيدي بلعباس من ألعاب أضحت تجذب إليها الكثير من الشبان، الذين فضل تذوق نكهة الألعاب التقليدية تاركين الألعاب الإلكترونية وألعاب الأنترنت والفايسبوك إلى حين، كتركهم للأكل السريع ووجبات ”الفاست فود” وعودتهم خلال هذا الشهر إلى الأكل المنزلي الذي يزين الموائد الرمضانية. ما يميز رمضان هذه السنة جلسات الدومينو التي عادت بقوة، والتي يلتف حولها شبان قبل كبار السن. وأنت تتجول بالشوارع، الساحات العمومية، المقاهي وحتى أمام العمارات تلحظ جموع الشباب وقد اختاروا أمكنة أصبحت تشهد على عشقهم لهذه اللعبة التي يفرغون بها كل مكبوتاتهم، إذ يلتفون حول طاولة الدومينو ويطلقون العنان لعفويتهم ومرحهم في جو يسوده الإنسجام. ويعود بهؤلاء إلى حنين جلسات السهر والسمر التي كادت التكنولوجيا الحديثة تمحوها، فتراهم يضحكون مرة ويصرخون مرة أخرى حتى الساعات الأولى من الصباح، أين يفترقون ضاربين موعدا في اليوم الموالي، بعد أن أسرتهم اللعبة ولم تترك لهم مجالا لتغييرها أوتركها. ويفضل آخرون ممارسة ألعاب أخرى تقليدية، على غرار ما يعرف ب”الدّامة” التي تشبه نوعا ما الشطرنج لكن قواعدها سهلة مقارنة به، وتستعمل فيها لوحة بها مربعات بلونين وأغلفة المشروبات الغازية، وهي لعبة محببة جدا لدى فئة كبار السن، حيث يجتمعون حولها لساعات طويلة في رحلة بحث عن تمضية الوقت بعيدا عن هموم ومشاغل الحياة. وتستحوذ الكرة الحديدية هي الأخرى على حيز كبير من اهتمام مواطني الولاية من شبان وشيوخ على حد سواء، حيث تجمع هذه اللعبة بين مختلف الفئات العمرية في فريق واحد، فيجتمعون بالأماكن المخصصة لها، على غرار المكان المحاذي لمركب 24 فيفري، الساحة العمومية لحي الساقية الحمراء وبمختلف الأحياء والمجمعات السكنية، قبيل ساعة الإفطار وبعده وحتى ساعات متأخرة. ووصل بهم الأمر إلى تنظيم دورات غير رسمية بين سكان الأحياء، وهو ما خلق روح منافسة توازيها روح الأخوة والمحبة بين سكان وقاطني الأحياء المجاورة، أين يقوم الفريق الخاسر بالتحضير للسهرة المقبلة وجلب مختلف الحلويات التقليدية، الشاي والقهوة للمشاركين، في جو يضاعف روح المحبة والتضامن والأخوة بين هؤلاء. وبحي ڤمبيطة الشعبي، مباشرة بعد الإفطار، تلحظ جموعا من الناس ملتفين حول شيء ما وما إن تقترب حتى تسمع صوت ضربات العصي، وترى شخصين يتبارزان بهذه الأداة التقليدية ويقومان بحركات استعراضية خفيفة يستمتع بها الحضور.. إنها لعبة العصي التي عادت إلى الواجهة بقوة خلال السهرات الرمضانية وأضحت تجلب الكثير من الشبان والأطفال الذين يحاولون تقليد محترفي هذه اللعبة وتعلم قواعدها، حيث وجد ممارسوها فرصة سانحة لتمرير هذه اللعبة إلى الأجيال لتطويرها وجعلها رياضة كباقي الرياضات الدفاعية تمارس في البطولات والمنافسات.