تغزو لعبة الدومينو الأحياء الشعبية بشكل كبير خاصة قبل فترة قصيرة من موعد الإفطار،فأبناء هذه الأحياء لا يجدون أي مجال آخر يعينهم على تحمل الساعات الأخيرة قبل آذان المغرب التي تبدو للبعض وكأنها أطول من اليوم كله، لان التعب يبلغ مداه عند المواطنين بعد يوم كامل من العمل ويزيد هذا الإرهاق خاصة مع الحرارة الشديدة التي تجتاح الجزائر في هذه الأيام، ولانعدام وسائل ترفيه أخرى فكل شيء مغلف قبيل المغرب فتأخذ لعبة الدومينو حيزا كبيرا من التجمعات التي تملا هذه الأحياء، ويمارسونها فوق كل شيء يصادفهم، كالألواح أو الأحجار فالمهم هو أن تتحرك القطع، كما لا تستثنى فئة من هذه اللعبة فالك يلعب صغارا وكبار، ويجدون أكثر راحتهم بعد أن تغلق كل المحلات أبوابها وتفرغ الشوارع من المارة، والطريف في الأمر هو انتشار هذه الجماعات بشكل مكثف فعبر زقاق واحد يوجد ثلاث جماعات على الأقل تمارس هذه اللعبة. وللإشارة فان الجزائريين يقبلون على هذه اللعبة بشكل جنوني خلال شهر رمضان أكثر من باقي أيام العام، بل هناك منهم من لا يتصور تمضية شهر الصيام دون هذه اللعبة فالنسبة له هي انسيه الوحيد في النهار للتغلب على الجوع والساعات الطويلة للانتظار فهي تعوض بشكل خاص التدخين الذي يسبب غيابه التوتر والعصبية. ومن جهة أخرى فان هذه اللعبة تزيد ممارستها في السهرات الرمضانية، إذ يمارسها بعض الشباب إلى غاية الساعات الأولى من الصباح، كما يمارسون معها العديد من الألعاب الأخرى كلعب الورق.