عاد الحديث عن التدخل العسكري في سوريا من قبل كبرى الدول وفي مقدمتها واشنطن التي حددت الخطوط العريضة للتدخل المسلح في المنطقة مشددة على أن هذه الخطوة مرهونة بنتائج المسار السياسي لحل النزاع في دمشق، حيث قدّم أمس قائد الأركان المشتركة للجيش الأمريكي السيناريوهات المحتملة للتدخل العسكري في سوريا، فيما لا يزال الأخضر الإبراهيمي يناضل من أجل دفع عجلة الخيار السلمي والحوار بين الجانبين. حدد الجنرال مارتن ديمبسي قائد الأركان المشتركة للجيش الأمريكي في رسالة وجهها إلى الكونغرس الخيارات المختلفة الواردة للقيام بتدخل عسكري في سوريا، مؤكدا أن أي قرار محتمل بالتدخل في النزاع السوري يبقى خيارا سياسيا، ونقلت وكالات الأنباء أمس أن ديمبسي قدم لرئيس لجنة الشؤون العسكرية بمجلس الشيوخ كارل ليفين خمسة سيناريوهات مختلفة تتراوح بين تقديم معلومات استخبارية والتدريب على استخدام الأسلحة وصولا إلى نشر جنود للهجوم وتأمين المواقع، التي توجد فيها أسلحة كيميائية لنظام الرئيس بشار الأسد، محذرا في الوقت ذاته من تبعات التدخل في النزاع، ويقضي السيناريو الأول، الذي أعده ديمبسي، باستخدام قوات برية يتراوح عددها بين بضع مئات وبضعة آلاف لتدريب مقاتلي المعارضة، وهو ما يتطلب إقامة مناطق آمنة خارج سوريا مقدرا نفقاتها بنحو نصف مليار دولار سنويا، كما أشار ديمبسي إلى أن خطورة هذه الخطة تتمثل في احتمال استفادة جماعات متطرفة تقاتل نظام الأسد في صفوف المعارضة من هذا السيناريو، مضيفا أن هذا الخيار قد يدفع القوات السورية للقيام بعمليات عابرة للحدود، فيما يقتضي السيناريو الثاني استخدام صواريخ ومقاتلات من أجل قصف أهداف سورية بينها منظومة الدفاع الجوي والقوات الجوية والبحرية، ما يتطلب من الولاياتالمتحدة وحلفائها توظيف أسطول من الطائرات والسفن وكذا الغواصات، مع احتمال أن يؤدي هذا السيناريو إلى دفع قوات الأسد إلى توجيه ضربات مضادة، أما السيناريو الثالث فينص على إقامة منطقة حظر جوي من أجل تحييد طيران نظام الأسد، وسيتطلب ذلك وسائل الدفاع الجوي والطائرات السورية على الأرض وفي الجو، وتقدر تكلفة هذه الخطوات بنحو مليار دولار شهريا على مدى سنة واحدة، فيما يفرض السيناريو الرابع إقامة مناطق عازلة لقوات المعارضة خارج سوريا في تركيا والأردن من أجل تدريب المقاتلين وتوزيع المساعدات الإنسانية للاجئينن، ما يستدعي نشر الآلاف من الجنود الأمريكيين لتأمين المناطق العازلة وكذلك إقامة منطقة حظر جوي محدودة، بتكلفة قدرها مليار دولار شهريا. إلى ذلك صرح مبعوث الأممالمتحدة لسورية الأخضر الإبراهيمي،أنه يسعى جاهدا من أجل عقد مؤتمر يضع الخطط العريضة لوقف القتال في سوريا، دون تحديد موعده، وقال الإبراهيمي على هامش اجتماع لمعهد كارنيغي للسلام الدولي بواشنطن أنه من الصعب جمع طرفين يقتتلان منذ أزيد من سنتين إلى طاولة حوار مشترك مشيرا إلى أن التحضير للمؤتمر يستغرق وقتا طويلا.