أكد رئيس لجنة المخابرات في مجلس النواب الأمريكي مايك روجرز، أن الرئيس باراك أوباما أصبح قادرا على المضي قدماً في تنفيذ خطة لتسليح المعارضة السورية بعدما انحسرت المخاوف لدى بعض أعضاء الكونغرس من هذه الفكرة. وقال عضو مجلس النواب عن الحزب الجمهوري مايك روجرز في تصريحات لوكالة "رويترز" للأنباء "نعتقد أننا في وضع يمكن فيه للحكومة الأميركية أن تمضي قدما". وشرح روجرز الوضع الحالي قائلا "من المهم الإشارة إلى أنه لا تزال هناك تحفظات قوية. توصلنا إلى توافق على أنه يمكننا المضي قدماً فيما يتفق مع خطط ونوايا الحكومة الأمريكية في سوريا مع تحفظات اللجنة". وكان البيت الأبيض قد أعلن في جوان الماضي أنه سيقدم مساعدات عسكرية لجماعات من المعارضة السورية يتم اختيارها بعناية بعد إحجامه لعامين عن تزويد المعارضة بالأسلحة بشكل مباشر، غير أن أعضاء جمهوريين وديمقراطيين في لجنتي المخابرات بمجلسي النواب والشيوخ عرقلوا الخطة، متخوفين من أن تقع الأسلحة في أيدي جماعات متطرفة. وقال مسؤول كبير في الحكومة الأمريكية، الأسبوع الماضي، إن بعض الأعضاء في لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ الذين شككوا في جدوى تسليح المعارضة عادوا ووافقوا مبدئيا على إمكانية أن تمضي الحكومة قدما في خططها، مشترطين في الوقت نفسه إطلاعهم على تطورات الملف السوري. وقدم الجنرال مارتن ديمبسي، رئيس الأركان المشتركة في الجيش الأميركي، سيناريوهات عدة للتدخل في سوريا، إلى رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن أي قرار محتمل بالتدخل يبقى خيارا سياسيا. وتحدث ديمبسي عن شن غارات جوية تستهدف المضادات الجوية للنظام، والقوات البحرية والجوية والصواريخ. وقال إن هذا الخيار يستوجب مشاركة مئات الطائرات والسفن الحربية، وهو ما يكلف مليارات الدولارات تبعاً لمدته، أما الخيار الثاني فهو إقامة منطقة حظر طيران لمنع النظام من قصف مواقع المعارضة. ويمكن أن يكون هذا الخيار على شاكلة إقامة مناطق عازلة لحماية مواقع كالحدود مع تركيا والأردن. وتحدث ديمبسي عن إمكانية نشر آلاف من عناصر القوات الخاصة والبرية للهجوم وتأمين مواقع الأسلحة الكيماوية. من ناحية أخرى، أبدت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي المعارضة من الداخل السوري قلقها الكبير على مصير الدكتور عبد العزيز الخير ومصير رفيقيه إياس عياش وماهر طحان اللذين اختطفا معه من على أحد الحواجز الأمنية لنظام بشار الأسد لدى خروجهم من مطار دمشق الدولي بعد عودة وفد الهيئة من زيارة رسمية للصين في سبتمبر 2012. وطالبت الهيئة السلطات السورية الرسمية بالكشف عن مصير الخير ورفاقه ومصير كثير من المعتقلين والمخطوفين، وبالسماح للصليب الأحمر الدولي وعوائلهم بزيارتهم. وفي تطور آخر، أكد زعيم جبهة النصرة التي تقاتل النظام السوري أبو محمد الجولاني رفض "أهل الجهاد" لأي "عملية سياسية وانتخابات برلمانية"، داعيا إلى إحلال حكم الشريعة والإسلام ومحذرا من أي تسوية سياسية بضغط دولي. وقال الجولاني في شريط مسجل نشر على مواقع الكترونية تحت عنوان "قابل الأيام خير من ماضيها"، "نحن كمسلمين لا نؤمن بعملية أو أحزاب سياسية ولا بانتخابات برلمانية، بل نؤمن بنظام حكم إسلامي تبسط فيه الشورى وينشر فيه العدل"، وفق تعبيره.