يجب أن نعلم جميعا أن التغذية السليمة هي الأساس للوصول الى صحة مثالية، ولو اتبعنا ذلك في شهر رمضان الكريم فسوف نصل إلى وقاية تامة من أعراض زيادة الوزن والسمنة التي هي بوابة واسعة جدا لكثير من أمراض العصر. ^الصيام عبارة عن ”رجيم” قاس جدا يتعرض له الجسم أثناء ساعات طويلة. وعليه فإن استجابة الجهاز العصبي لهذا الحرمان الكامل، الذي يتعرض له الجسم، هي نفس استجابته الفزيولوجية في حالات اتباع الريجيم القاسي في أيام السنة العادية. وهذه الاستجابة هي تنشيط ميكانيكية التخزين والترشيد في استخدام الطاقة. ولأن صيام رمضان، يحرم الجسم حتى من الماء، فإن الترشيد في استخدام الماء في الجسم يحدث أيضا. ولذلك عند الوصول لنهاية يوم الصيام أي مع اقتراب وقت المغرب أو الافطار يكون الجسم في أشد حالات الاستعداد لتخزين أكبر قدر من السعرات الحرارية والماء. وعليه فإن ما فقدناه من وزن أثناء الصيام قد يعود سريعا وأكثر منه إذا أسرفنا في تناول وجبة الإفطار بعد الصيام الطويل، وهذا ما يفسر إصابة البعض بالسمنة بعد انتهاء شهر رمضان والعيد والإفراط فيهما بشكل مبالغ فيه من جميع الولائم و المأكولات العالية في السكريات والدهون والطاقة . إذا حان وقت الافطار لابد أن نبدأ بقليل من الأغذية السكرية سهلة الهضم والامتصاص، والتي تعطي شعورا سريعا بالارتواء أو الشوربة الدافئة ذات المحتوى القليل من السعرات الحرارية لتهيئة المعدة لاستقبال وجبة الافطار بعد استراحة لصلاة المغرب. حيث أن البدء بتناول مواد سكرية سهلة الهضم والامتصاص تعمل على رفع مستوى سكر الدم بسرعة، وبالتالي تقلل إلى حد كبير شعور الجوع الناجم عن نقص سكر الدم خلال ساعات الصيام. ومن هذه الأغذية المناسبة التمر مع الماء أو عصائر الفواكه وكذلك المشروبات الطبيعية. وبعد أن تم تهيئة المعدة لاستقبال الطعام يمكن تناول وجبة الافطار المتوازنة في مكوناتها ( نشويات - لحوم - خضروات مطهية - سلطة خضراء) ولكن بكميات معتدلة ويفضل توزيعها على مرتين، على أن تكون الوجبة الثانية بعد العودة من صلاة التراويح. ويمكن تناول الفواكه الطازجة كبديل للحلويات وبعض المشروبات والعصائر الطبيعية في الفترة ما بين الإفطار والسحور، وإن كان لابد من البعض الحلويات الرمضانية فلا مانع من ذلك مشاركة مع الآخرين ولكن بكميات قليلة. ونأتي الى وجبة السحور، وعلينا أن نعتبرها هي الوجبة الرئيسية وليست وجبة الإفطار، ويجب أن نؤخرها قدر الإمكان قبل موعد الإمساك على أن تحتوى على الأغذية التى تعطينا الاحساس بالشبع والامتلاء لفترة طويلة وتحتوى على المشروبات والماء الكافي لإحساسنا بالارتواء حتى لا نشعر بالعطش سريعا خلال نهار رمضان. ومن أمثلة هذه الأغذية البقوليات، وأشهرها اللبن ومنتجاته من الزبادى والأجبان والبيض ومنتجاته والبطاطا والخبز البلدي مع مكونات السلطة الخضراء، مثل الخيار والخس والخضروات الورقية الأخرى التي تحتوي على كمية لا بأس بها من الماء والألياف، فضلا عن محتواها العالي من العناصر الغذائية الهامة مع تجنب الأطعمة المقلية قدر الإمكان، وتناول كمية كافية من الماء حتى حلول موعد أذان الفجر وبدء الصيام . وإذا اتبعنا هذه النصائح والإرشادات فلن نشعر بالكسل والخمول عقب الإفطار الهضم وحرقان المعدة، وكل ذلك من الأعراض التي تظهر لدى الكثيرين بسبب النهم في تناول وجبة الإفطار بمجرد سماع أذان المغرب.