انطلقت أمس عملية الاقتراع الخاصة بالانتخابات الرئاسية في مالي، وسط إجراءات أمنية مشددة وفي أجواء طبعها الهدوء، حيث توجه نحو 7 ملايين من سكان مالي إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس من بين 27 مرشحا، أبرزهم رئيس الوزراء السابق إبراهيم بوبكر كيتا، ووزير المال السابق صومايلا سيسيه، ويليهما رئيس وزراء سابق آخر هو موديبو سيديبي، وذلك تحت أعين 6180 مراقب، بينهم 1980 دولي تم اعتمادهم لمتابعة سير الانتخابات في كامل التراب المالي. أكد عضو هيئة المراقبين التابعين للاتحاد الإفريقي الجزائري، نور الدين بن براهم، أن مشاركته في مهمة المراقبة تأتي بناء على الأهمية التي يكتسيها هذا الاستحقاق الرئاسي بالنسبة للماليين ومنطقة الساحل عموما، معتبرا أن ”التحدي المنتظر هو إجراء اقتراع يشمل كل المناطق الشمالية في ظروف ملائمة”، وقال في تصريح ل”واج”، إن المناطق الشمالية بما فيها منطقة كيدال تمثل تحديا حقيقيا بالنسبة لهذا الاستحقاق الرئاسي”، مؤكدا حضور العديد من المراقبين الأفارقة لمتابعة سير العملية الانتخابية في كامل التراب المالي. وحول مهمته في منطقة كيدال، أوضح القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية، نور الدين بن براهم، أن هذه المنطقة تتميز بوضع خاص نظرا للعمليات العسكرية التي شملتها، وتابع بأنه تمت زيارة مكاتب الاقتراع التي يبلغ عددها 233 مكتب في ذات المنطقة، مبرزا أن الانتقال إلى هذه المناطق المعزولة ”يمكننا من إجراء مراقبة ميدانية لمجريات الاقتراع، خاصة وأنها تكتسي أهمية متميزة”، مضيفا أنه ”لقد تلقينا تكوينا خاصا منذ شهرين في الجزائر حتى نتمكن من أداء مهمة المراقبة الموكلة إلينا على أكمل وجه”، وواصل بأن البعثة الإفريقية التقت خلال الأيام الثلاثة الماضية بباماكو، بالعديد من الهيئات المعنية بمراقبة الانتخابات على غرار بعثات الاتحاد الأوروبي، والمنظمة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، حيث ”تم تلقي شروحات حول الآليات الخاصة بالعملية الانتخابية”. يشار إلى أن المشاركة الجزائرية ضمن هيئات المراقبة الانتخابية تتمثل في شخصين هما رئيسة الجمعية الوطنية للمرأة والتنمية الريفية، باية زيتون، ”التي ستعمل ضمن بعثة المراقبة الإفريقية على تتبع فعاليات الاقتراع في منطقة كوليكور، وغرب البلاد”، إضافة إلى نور الدين بن براهم الذي يتوجه إلى كيدال. ويشارك قرابة 1980 مراقب دولي من بينهم 250 من المنظمة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، 100 من الاتحاد الأوروبي، و50 من الاتحاد الإفريقي، وآخرون من الأممالمتحدة والمنظمة الدولية للفرنكوفونية، إضافة إلى مراقبين من كل من الولاياتالمتحدة وجنوب إفريقيا، حيث يضطلع هؤلاء المراقبون بمهام التأكد من السير الحسن للعملية الانتخابية في كامل التراب المالي، وضمان احترام الاتفاق المبدئي الموقع بواغادوغو بين الحكومة الانتقالية بباماكو والمتمردين الطوارق، وكذا تقييم نزاهة وشفافية عملية الاقتراع.