عادت كبرى الدول للحديث عن مؤتمر ”جنيف 2” الذي لم يجد المجتمع الدولي بديلا عنه لحل الأزمة السورية بعد اضمحلال كل المساعي الأخرى التي اجتهدت مختلف الدول في تفعيلها خاصة تلك المرتبطة بترجيح كفة القوى لصالح المعارضة من خلال تسليحها، حيث اتفقت روسيا والولايات المتحدةالأمريكية على ضرورة استعجال تنظيم هذا المؤتمر الدولي من أجل الوصول إلى تسوية فعالة بين الأطراف المتنازعة والتمكن من إجلاس النظام والمعارضة إلى طاولة حوار مشترك، فيما أكد رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني استعداده للدفاع عن أكراد سوريا. أعلن وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف أن مؤتمر ”جنيف 2” بات وشيكا مشيرا إلى أن واشنطنوموسكو اتفقتا على ضرورة التعجيل بتنظيم المؤتمر الدولي، وجاء هذا الاتفاق عقب اللقاء الذي جمع أمس الأول بين لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري بواشنطن وكذا بين وزيري دفاع بلديهما، وأعلن لافروف أن روسيا والولايات المتحدة متفقتان على ضرورة تنظيم مؤتمر ”جنيف 2” الدولي حول السلام في سوريا في أقرب وقت ممكن على الرغم من قرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلغاء قمة كانت ستجمعه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بالعاصمة الروسية موسكو، وأشار وزير الخارجية الروسي إلى تنظيم لقاء يجمع دبلوماسيين روسيين وأمريكيين نهاية هذا الشهر لبحث تفاصيل تنظيم المؤتمر الذي تأجل منذ أزيد من 3 أشهر. على صعيد آخر أكد رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني أمس، استعداد الإقليم للدفاع عن أكراد سوريا، داعيا إلى تشكيل لجنة لتقصي الحقائق في الهجمات التي يتعرض لها هؤلاء، وقال البارزاني في رسالة وجهها إلى اللجنة التحضيرية للمؤتمر القومي الكردي الذي سيعقد في 24 من الشهر الجاري أن إقليم كردستان سيبذل كافة جهوده وإمكانياته للدفاع عن أكراد سوريا بعد إعلان مسلحين إرهابيين تابعين لتنظيم القاعدة النفير العام. ميدانيا أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عشرون شخصا على الأقل لقوا مصرعهم في قصف نفذه الطيران الحربي السوري ليلة الجمعة إلى السبت على بلدة في ريف اللاذقية غرب سوريا حسبما جاء في بيان للمرصد أمس أن القصف نفذته الطائرات الحربية السورية على بلدة سلمى بجبل الأكراد في اللاذقية، فيما تدور اشتباكات عنيفة بين الجيشين السوري والحر في محيط مطاري حلب الدولي والنيرب العسكري في محاولة من مقاتلي المعارضة السورية المسلحة للسيطرة عليهما، كما تتواصل المعارك في عديد المناطق من سوريا التي تعيش عامها الثالث من الحرب الأهلية في ظل اشتداد حدة القتال بين الجيش ومسلحين معارضين في مناطق عدة داخل البلاد أسفرت حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل أزيد من 100 ألف شخص ولجوء نحو 1.5 مليون شخص إلى دول الجوار فضلا عن نزوح حوالي 4.25 مليون شخص داخل سوريا إلى مناطق أكثر أمنا في حين قدر وجود نحو 6 ملايين شخص داخل البلاد بحاجة للمساعدة.