كشفت مصادر ”الفجر” أن أولى تحقيقات الأمن التي باشرتها الأجهزة الأمنية الكندية نزولا عند طلب السلطات الجزائرية بشأن الأملاك الخاصة للمشتبه به الأول في فضيحة ”سوناطراك”، توصلت إلى تسجيل حصول المتورط على قطع أرضية قاربت قيمتها المالية 4 ملايين دولار، اشتراها في قلب كندا بغية تشييد منازل فخمة لم يسعفه الوقت لتجسيدها. أوضحت مصادرنا أن الأجهزة الأمنية الكندية باشرت عملية مسح لأملاك المتورط في فضيحة ”سوناطراك”، فريد بجاوي، وهو قريب وزير الخارجية ورئيس المجلس الدستوري السابق، محمد بجاوي، وشرعت في إحصاء ممتلكاته بعدما تلقت طلبا من السلطات الجزائرية تلتمس منها متابعة المشبوه المتواجد حاليا في دبي كلاجئ، حيث تمكنت من فرز في أولى تحرياتها وجود ثلاث قطع أرضية بقيمة 3.7 مليون دولار، وهو ما يعادل 37 مليار سنتيم ملك له، وذلك على مستوى منطقة ”واستمونت” في قلب كندا، وهي منطقة يقبل عليها رجال الأعمال والأثرياء الذين يشيدون فيها أضخم وأفخم المنازل في العالم. ويبدو أن فريد بجاوي كان يخطط لتحقيق ذلك، غير أن ضيق الوقت حال دون إتمام مشروعه، ثم إن تفجر الفضيحة على مستوى العملاق ”سوناطراك” جعله يفر بجلده نحو دبي تجنبا لملاحقات أمنية قد تطاله في كندا التي قضى فيها معظم حياته. وأضافت المصادر أن فريد بجاوي، اقتنى القطع الأرضية المتواجدة ب”واستمونت” الواقعة بمونتريال، في 20 ديسمبر 2010، أي قبل عام من افتضاح أمره مع الشركة الإيطالية ”سايبام” واتهامه بالتورط في قضايا فساد لنهب ملايير ”سوناطراك”، وفتح ملفات أخرى لا يظهر منها إلا قمة الجبل الجليدي، في حين أن ما خفي قد يكون أعظم خاصة مع جر أسماء ثقيلة كالوزير السابق شكيب خليل، حيث تواصل الأجهزة الأمنية إحصاء ممتلكات ابن أخ وزير الخارجية السابق البالغ من العمر 44 سنة فقط. وتوصلت في أولى جرد لها لقيامه بشراء 3 قطع أرضية جمعها ضمن قطعة واحدة تحضيرا لتشييد مشروعه، حيث يرتقب أن تسلم هذه الأملاك للسلطات الجزائرية بعدما تم حجزها. وكانت تقارير إعلامية قد تحدثت عن أملاك ضخمة للمتورط فريد بجاوي، وقالت إنه يحوز على مجموعة من الممتلكات، متمثلة في شركات عظمى، بالإضافة إلى عقارات في أرقى العواصم العالمية ويخوت ترسو في جزيرة بالمادي مايوركا الإسبانية. ومن بين ممتلكاته، شقة فخمة في شارع ”فوش” الراقي في باريس، تبلغ مساحتها 300 متر مربع، في حين يبلغ سعر المتر المربع 15000 أورو، بالإضافة إلى فيلا يملكها في دبي تقدر مساحتها ب3000 متر مربع، والتي تعد قريبة من شركته الاستثمارية المسماة ”ريان اسات مناجمنت”، التي أسسها عام 2000 وبدأت التعامل مع ”سوناطراك” عام 2003. وظهر اسم بجاوي للعلن، إثر قيام الصحافة الإيطالية بكشفه عن فضيحة ”إيني” مع ”سوناطراك”، والتي ضمت في طياتها عددا من الحقائق على غرار حضوره لجميع الجلسات التي كانت تجمع المسؤولين الجزائريين في مجال الطاقة مع نظرائهم الأجانب، وتقديمه على أنه مستشار رسمي.