نصف ساعة من سيول الأمطار الطوفانية التي تهاطلت على ولاية معسكر، عشية يوم أمس، كشفت العشرات من عيوب السلطات المحلية التي لم تعد عدتها لفصل شتاء مريح، حيث لازالت الولاية تعتمد على قنوات الصرف التي تركها المستعمر ومنها ما تم إنجازه بطريقة لا تتناسب مع حجم الأمطار التي تتساقط على المنطقة، ما تسبب في قطع العديد من الطرقات والمسالك.. الأمر الذي أعاق حركة السير لعدة ساعات، كما تسببت تلك السيول في انتفاضة سكان دوار أولاد بلخير التابع إقليميا لبلدية سيدي عبد المومن بعدما تسربت المياه القذرة المتدفقة إلى مساكنهم نتيجة انعدام قنوات الصرف الصحي، حيث قطع هؤلاء الطريق الوطني رقم 17 أ الرابط ما بين المحمدية وولاية مستغانم احتجاجا على الأوضاع المزرية التي آل إليها سكان هذا الدوار. وقد هدد هؤلاء بتصعيد الاحتجاج لعدم اكتراث السلطات المحلية بانشغالهم الذي طال أمده رغم الوعود التي لم تتجسد على أرض الواقع، هذه السيول الطوفانية التي سحبت أطنانا من الأوحال بفعل انجراف التربة تسببت في قطع العديد من المسالك والطرقات على غرار الطريق الرابط بين حسين ومعسكر وخلوية وعين فارس. كما تسبب فيضان وادي ماوسة في خلق حالة من الهلع والرعب لدى سكان دوار المزاينية، بعدما غمرت مياه الوادي مساكنهم وقضوا ليلة بيضاء خوفا من الغرق، كما غمرت مياه الأمطار عدة مركبات، حيث أنقذت مصالح الحماية المدنية عدة سواق من الهلاك. أما بمدينة معسكر فقد تركت أمطار السيول آثار واضحة بعد أن قطعت عدة أحياء ومحاور وسط المدينة، أهمها بساحة ابن باديس المجاورة للبريد المركزي. وغير بعيد عن ذلك هوت سيارتان كانتا مركونتين بجوار حديقة باستور بعد انهيار حائط الحديقة وسط هلع وذكر المواطنين، حيث تم إنقاذهما بأعجوبة من طرف مصالح الحماية المدنية. نفس المصالح أنقذت 6 عائلات بحي سيدي سعيد غمرت المياه مساكنهم على علو أكثر من متر. كما غمرت المياه مساحة كبيرة من قرية نواري حمو الواقعة في أطراف المدينة، وصب عقب ذلك مباشرة العشرات من مواطني المدينة جام غضبهم على غرار مواطني البلديات الأخرى المتضررة من هذه الأمطار على المسؤولين المحليين.