لم يكشف الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، عن تاريخ انعقاد الدورة القادمة للجنة المركزية بسبب عدم تقدم المشاورات بين فريقه وقرابة 70 مجاهدا، بعضهم أعضاء باللجنة المركزية، حيث أكد نور الدين السد، أحد أعضاء اللجنة المركزية أن عمار سعداني، يسعى إلى أن يجعل اللقاء القادم، دورة إجماع وصلح، يتوحد من خلالها موقف المناضلين بشأن الملفات الحاسمة وأهمها الانتخابات الرئاسية وتعديل الدستور. وأضاف عضو اللجنة المركزية ونائب الأفالان، نور الدين السد، أن المشاورات مع حوالي 70 مجاهدا من الفريق الموالي للمنسق السابق عبد رحمان بلعياط، وحركة التقويم والتأصيل، لم تفضي إلى نتائج متقدمة، الأمر الذي دفع بالأمين العام إلى تأجيل عقد دورة اللجنة المركزية، لأن ”سعداني يسعى لتحقيق الإجماع والصلح من أجل لم الشمل”. وعلى الرغم من أن الأمين العام الحالي للحزب يستطيع عقد الدورة القادمة غير العادية دون حضور فريق المجاهدين، قياسا بالحضور الذي سجل في الدورة الأخيرة المنعقدة في فندق الأوراسي، إلا أنه يرى في فريق المجاهدين والمناضلين القدماء رصيدا تاريخيا وثوريا لا يمكن الاستغناء عنه، ويظهر ضمن هذا الفريق عبد الكريم عبادة، المنسق الوطني لحركة التقويميين، صالح قوجيل، المحامية فاطمة شلوش، وبعض أعضاء مجلس الأمة، وحتى وزراء الأفالان المقالين من مناصبهم الحكومية، وفي مقدمتهم عمار تو، رشيد حراوبية وعبد العزيز زياري، الذين لم يغيروا من مواقفهم. وقدرت مصادر مطلعة أن يقوم عدد كبير من المعارضين للأمين العام الحالي، عمار سعداني، بقبول نتائج الدورة السادسة المستأنفة بفندق الأوراسي، بالنظر للتطورات الأخيرة التي شهدتها الساحة السياسية والتداعيات المباشرة للتغيير الحكومي الأخير، والتي تؤكد حسم الأمور على الأقل في الوقت الراهن، حيث أكد أحد المقربين من عمار سعداني، في تصريح ل”الفجر”، أن عقد الدورة القادمة للجنة المركزية سيكون بشكل استثنائي وليس عاديا، بمعنى في أقر الآجال، وليس شهر ديسمبر القادم كما هو مقرر، مشيرا إلى أن السبب الأساسي في هذا التحول هو التغيير الحكومي الأخير، وقال إن مؤشرات ذلك ستظهر جليا في اجتماع الإطارات الذي سيعقد في وهران يوم 19 سبتمبر الجاري. من جهة أخرى، نفى عبد الكريم عبادة، المنسق الوطني للحركة التقويمية، قطعيا أن يكون الطرف الذي تقدم بالطعن في أشغال ونتائج الدورة الماضية للجنة المركزية، قد تلقى أية رسالة جديدة من عمار سعداني، تتضمن دعوة للصلح. وقال في تصريح ل”الفجر”، إن الصلح الذي يتحدث عنه عمار سعداني ”سمعنا عنه في الصحافة وبقراءتنا للمواضيع، أما على أرض الواقع فالأمور غير ذلك”. وواصل أن الفريق المقاطع لأشغال الدورة الأخيرة للجنة المركزية، ينتظر ما ستسفر عنه العدالة من جديد، بعد الاستئناف الذي تقدموا به، كتعبير عن رفضهم لنتائج دورة الأوراسي الأخيرة. وأضاف المتحدث أن المعارضين لا يزالون أعضاء في اللجنة المركزية وهم أبناء الأفالان حتى وإن لم يحضروا أشغال الدورة الأخيرة، مشيرا إلى أن الهدف من وراء ما قاموا به هو الحفاظ على بيت الحزب، ”لا أكثر ولا أقل”.