افتك الفيلم السوري ”مريم” للمخرج باسل الخطيب، الجائزة الكبرى ”الوهر الذهبي” لمهرجان وهران للفيلم العربي بالجزائر، مناصفة مع الفيلم المصري ”هرج ومرج” للمخرجة نادين خان، ضمن منافسة الأفلام الطويلة. وجاء منح اللجنة الجائزة لهما تضامنا مع ما يحدث ببلديهما. كما توّج الفيلم الجزائري ”قبل الأيّام” للمخرج كريم موساوي بالجائزة الكبرى في فئة الأفلام القصيرة. على وقع النوتات الكلاسيكية في السهرة الختامية أول أمس، بقاعة المؤتمرات بفندق ”الميريديان” التي عرفت حضور عدد كبير من الجمهور، عادت الجائزة الكبرى السابعة ”الوهر الذهبي” للفيلم السوري ”مريم” للمخرج باسل الخطيب مناصفة مع فيلم ”هرج ومرج” للمخرجة المصرية نادين خان، حيث نوهت لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة برئاسة المخرج أحمد راشدي، باستحقاقهم للجائزة وتحكمهم في مختلف عناصر صناعة الفيلم من إخراج وسيناريو وأداء الممثلين، رغم بعض النقد الذي وجه لهما. لكن يبدو أنّ للسياسة دور فيما جرى بعد حديث تسرب قبل الإعلان عن النتائج النهائية أنّ التتويج سيكون سوريا. كما توج الفيلم الجزائري ”قبل الأيام” للمخرج كريم موساوي بجائزة أحسن فيلم قصير، في الدورة السابعة التي ترّشح لها كل من الفيلمين التونسي ”بوبي” للمخرج مهدي البرصاوي و”المنفى” لمناد مبارك من الجزائر. ومنحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة للفيلم المغربي ”المغضوب عليهم” لصاحبه محسن البصري. وفاز الممثل التونسي فتحي الهداوي بجائزة أحسن دور رجالي بالإجماع، عن دوره في عمل ”خميس عشية” للمخرج محمد دمق. كما توجت بجائزة أحسن دور نسائي مناصفة الممثلتان اللبنانية يارا أبو حيدر عن دورها في فيلم ”عصفوري”، وتهاني سليم عن شخصيتها في فيلم ”لما ضحكت موناليزا”. وتحصل الفيلم السعودي ”صدى” للشاب سمير عريف على جائزة أحسن سيناريو التي رشحت في المرتبة الثانية نص ”سيناريو” للكويتي طارق الزامل. أمّا أفضل عمل في سلسلة الأعمال الوثائقية فكان من نصيب ”العالم ليس لنا” للمخرج مهدي فليفل وهو إنتاج لبناني - إماراتي - فلسطيني. كما عادت جائزة الصحافة الحديثة في هذه الطبعة للفيلم الأردني ”لما ضحكت موناليزا” للمخرج فادي جورج، بينما منحت لجنة التحكيم جائزة الانطلاقة الأولى أو أحسن انطلاقة للعمل ”ظل البحر” لنواف الجناحي من الإمارات. ودعت لجان التحكيم في فئتي الوثائقي والطويلة إلى ضرورة تجهيز قاعات العرض بأحدث الوسائل التقنية، والاهتمام بالفيلم الوثائقي بزيادة عدد جوائز منافسة الوثائقي وقيمتها المالية، باعتبار أنّ المشاركين يصنعون أفلامهم على حسابهم الخاص. وقد أحيت الأوركسترا السيمفونية الوطنية بقيادة المايسترو رشيد صاولي، حفلا فنيا في ختام فعاليات الدورة السابعة التي شهدت مشاركة 38 فيلما منوعا بين وثائقي وقصير وروائي طويل من 15 بلدا عربيا، حيث أدّت رفقة الكورال التابع لها روائع من الموسيقى العالمية الراقية التي أطربت الحضور والوجوه الفنية العربية الحاضرة بهذه الطبعة. كما قدمت باقة موسيقية جزائرية خالصة أبرزها معزوفتين من موسيقى فيلم ”عمر ڤاتلتو” للمخرج مرزاق علواش وفيلم ”ليلى والآخرون” للمخرج سيدي علي مازيف. وعزفت مع صوت الكورال رائعة الراحل دحمان الحراشي ”يا الرايح” ومميزة أحمد وهبي ”بختة” التي أدّاها الشاب خالد، والدزاير إن شاء الله تحلو الله، الڤوماري لعائشة لبقع، ورائعتي الحاج رابح درياسة ”يا العوامة” و”يحيوا ولاد بلادي”. تخلل حفل الاختتام تقديم عرض أزياء تقليدية جزائرية مثلتها مدن مستغانم، عنابة، العاصمة ووهران. كما تم استعراض شريط قصير ضم عديد اللقطات لمختلف الأفلام ال36 في مختلف الفئات القصير والطويل والوثائقي التي تنافست أسبوعا كاملا على جائزة الوهر الذهبي السابع.. حاملة معها قضايا الهجرة من الشمال إلى الجنوب وحقوق المرأة والطفل والحرڤة. وتذكر المهرجان الراحل عندليب الأغنية العاطفية، حسني، بمناسبة مرور 19 سنة على اغتياله، بعدما قدمت إحدى روائعه على مسمع من الجمهور الحاضر بقوة وضيوف الجزائر من الفنانين والممثلين من مختلف الدول العربية. يذكر أنّ فيلم ”ريم” لباسل الخطيب يروي تاريخ سوريا في ثلاث مراحل زمنية من 1816 إلى غاية 2012، بناء على ثلاث فتيات تحمل كل واحدة منهن اسم ”مريم” وتعيش كل واحدة ظروفا صعبة تحت وقع القصف وصوت الرصاص، تخالهن كامرأة واحدة بين يدي القدر وهن يتمتعن بالحرية في طرح مكنونات الذات بكامل دفقها الإنساني، لتبرز أطوار العمل معاناة المرأة التي ظلت شامخة في وجه الألم. بينما يعالج ”هرج ومرج” لنادين خان مجموعة من الحياة التي تعبر عن واقع الشعب المصري في ظل تناسي السلطة له والاهتمام به، ما يشير الى الفوضى التي تطبع حياة المصريين في غياب الدولة.