شهد قطاع التربية بولاية سطيف هزات ارتدادية مؤخرا أثارها الموجهون إلى الحياة العملية من تلاميذ النهائي بمختلف الثانويات، حيث بدأ الجميع ينظمون صفوفهم من أجل المطالبة بحق العودة إلى مقاعد الدراسة، وملاحقةن أمل البكالوريا مرة أخرى. وفي هذا السياق، يواصل التلاميذ المطرودون ببلدية بيضاء برج جنوب الولاية سطيف، غلق ثانوية الشيخ عبد الحميد بن باديس، ومنع التلاميذ والإداريين والتربويين من ولوج الثانوية، مما اضطر الجميع إلى الانصراف إلى منازلهم، مطالبين بإعادة إدماجهم وتأمين مقاعد دراسية لهم. المحتجون وفي حديثنا معهم برروا حركتهم بإقدام المؤسسة على ”إعادة بعض الفتيات على حسابهم وكذا بعض أقرانهم بإعادة السنة الدراسية”، فيما تم استثناؤهم. وبدأت الحركة الاحتجاجية منذ يوم الخميس الماضي، وأصحابها مصممون على مواصلتها إلى حين تحقيق مطلبهم. وفي اتصالنا بأحد مسؤولي المؤسسة، أكد أن المؤسسة أعادت بعض المطرودين وفي بعض الشعب التي لا تعاني الاكتظاظ، وتعذر عليها إعادة الباقين لأن الحجرات الدراسية لا تستوعب كل التلاميذ المفصولين، مؤكدا أن عدد التلاميذ تجاوز الأربعين في بعض الأقسام النهائية، وأن المؤسسة بهيكلها وطاقمها التربوي والإداري غير قادرة على استيعاب ما تبقى من التلاميذ، تحت أي ظرف. من جهتها، حاولت سلطات البلدية إقناع التلاميذ بالعدول عن قرارهم هذا، لكن محاولاتها باءت بالفشل. أما ببلدية بوعنداس فلا يزال العشرات من التلاميذ المفصولين في محطة انتظار قرار الإدارة التي أعادت عددا منهم فقط بسبب الاكتظاظ الذي تشهده مختلف الحجرات، وصرح بعض التلاميذ الذين يرابطون يوميا أمام البوابة الرئيسية لثانوية الطاهر ارغيب أن مجموعة من التلاميذ يحضرون لحركة احتجاجية لمطالبة إدارة الثانوية بإعادتهم إلى مقاعد الدراسة. والحدث نفسه تعيشه ثانوية السعيد بارة بماوكلان وعمار خلوفي ببوقاعة، حيث قررت الإدارة الاكتفاء بإعادة عدد محدود من المطرودين لاعتبارات لم يفهمها التلاميذ الذين يؤكدون أن هناك تلاميذ لهم الأولوية في إعادة السنة، لكنهم مازالوا ضمن تعداد المطرودين. ونظم بعض التلاميذ حملة ”فايسبوكية” للدعوة إلى اعتصام أمام مديرية التربية لولاية سطيف، هذه الأخيرة ما زالت تنام وتستيقظ على هاجس الاكتظاظ داخل المؤسسات التربوية تبيعات ذلك.