أقر الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، بأن نظامه لا يقيد مؤتمر ”جنيف 2” ولا يفرض شروطا على الحوار مع الأطراف الداعية إليه، متمسكا في الوقت ذاته برفضه التفاوض مع من يصفهم بالإرهابيين. واتهم الأسد الولاياتالمتحدةالأمريكية بتعطيل انعقاد المؤتمر الدولي لعدم تمكنها من توحيد صفوف المعارضة التي خرجت عن السيطرة بإعلان النصرة وتنظيمات إسلامية أخرى ولاءها لقاعدة العراق. كما اتفق المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر والائتلاف الوطني المعارض في إسطنبول على حد أدنى لقبول التفاوض بضمانة عربية وإسلامية تسبق الرعاية الدولية، فيما أكّد الأخضر الإبراهيمي استحالة انعقاد المؤتمر في موعده المحدد شهر نوفمبر. شدد الرئيس السوري على أن يكون حل الأزمة سوريا دون تدخل أطراف أجنبية، وأن يستند الحوار إلى الخيار السياسي لا العسكري، موضحا لصحيفة ”تشرين” الحكومية، في عددها الصادر أمس بمناسبة ذكرى حرب أكتوبر ضد إسرائيل عام 1973، أن حكومته لا تفرض شروطا مسبقة لمؤتمر ”جنيف 2” لكنها لن تتنازل عن رفضها لمبدإ الجلوس على طاولة واحدة مع من رفعوا السلاح في وجه النظام. وحمّل الأسد واشنطن مسؤولية تأخر انعقاد المؤتمر، معزيا الأمر إلى فشل الإدارة الأمريكية في تحقيق ما كانت تصبو إليه على الأراضي السورية، وعدم توصلها إلى تحقيق قاعدة أوسع للتيار المعارض الذي تدعمه في دمشق وبالتالي عدم تحقيق الالتفاف الشعبي المنتظر للفصائل المقاتلة ضد النظام، لكن الأسد قال في مقابلة موسعة مع مجلة ”دير شبيغل” إنه لا يتوقع حل الصراع في بلاده عن طريق التفاوض مع المسلحين، ما يبدد آمال القوى الغربية في إيجاد حل سياسي يخدم الأزمة السورية. على صعيد آخر اتفق المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر والائتلاف الوطني المعارض، المجتمعان في إسطنبول، على ضرورة التنسيق بشكل أكبر بين المؤسستين وبين هيئة الأركان، مؤكدين على ضرورة احترام مؤسسات الثورة السورية وعلى رأسها الائتلاف الوطني، كما شددا على ضرورة الإسراع بتشكيل الحكومة الانتقالية وتمسكهما برفض الحوار مع نظام يتولى زمامه الأسد، وكذا اشتراط الذهاب إلى ”جنيف 2” بمظلة عربية إسلامية قبل توفير الرعاية الدولية. وأكد المبعوث الدولي للسلام في سوريا، الأخضر الإبراهيمي، مرة أخرى، استبعاد انعقاد المؤتمر الدولي في ظل تمسك طرفي النزاع بشروطهما المسبقة. وقال الإبراهيمي، أمس، إنه ليس من المؤكد عقد محادثات سلام في جنيف منتصف نوفمبر كما كان مقررا، وأضاف في مقابلة مع قناة ”تي.في5” وإذاعة فرنسا الدولية أنه يحاول دعوة الأطراف المعنية وتشجيع الجميع على ضرورة الإسراع في بحث الحل السياسي للأزمة والحفاظ على موعد المؤتمر الدولي المزمع عقده خلال النصف الثاني من الشهر القادم.