أكّد معارض سوري بارز عضو في ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية على ضرورة أن يبادر الائتلاف إلى عقد مؤتمر يضم كل قوى المعارضة والشخصيات الوطنية لتشكيل وفد مشترك لمؤتمر جنيف 2 تحسباً لانعقاده، وشدد على أنه لا يمكن أن يكون الائتلاف ممثلاً وحيداً للمعارضة في جنيف، وأشار إلى وجود "متناقضات داخله" فيما يتعلق بالموقف من هذا المؤتمر وقال وليد البني، الناطق الرسمي السابق باسم الائتلاف، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء "إن القيادة الجديدة للائتلاف تحوي المتناقضات فيما يتعلق بجنيف، هناك من يعتقد بأن جنيف فرصة لا يمكن تفويتها وهناك من يعتقد بأن جنيف ليست أكثر من طوق نجاة للنظام، لذلك وبصراحة فإن موقف الائتلاف من موضوع جنيف يرتبط إلى حد كبير بالإرادات الإقليمية الراعية والموقف الدولي، وطبعاً هذا يتعلق بالحل السياسي أيضاً"، وأضاف "طبعاً الوثيقة الأساسية للائتلاف لا تسمح بالجلوس إلى طاولة مفاوضات قبل تنحي بشار الأسد" وعن الموقف الأمريكي من الائتلاف والقوى السياسية والعسكرية الأخرى، قال البني، السجين السياسي السابق "الولاياتالمتحدة ليست مستعجلة لإيجاد حل في سورية، ولو كان لديها مثل هذه الرغبة لتطورت الأحداث بطريقة مغايرة، إن سياسة الولاياتالمتحدة لا تزال تلعب لعبة تمرير الوقت لاستنزاف إيران وحزب الله والمنظمات الإسلامية ذات الفكر القاعدي وإضعافها من خلال المواجهة القائمة بينهم الآن، ويظهر هذا من خلال نقل الملف السوري بين قطر والسعودية وإشغال الائتلاف وأعضائه بموضوع التنافس على قيادته بالاستقواء بهذا الطرف أو ذاك،". ورأى أنه "عندما تمسك الإدارة الأمريكية بالملف السوري سنجد تطوراً مختلفاً للأحداث، خاصة على صعيد دعم قوى المعارضة الثورية المسلحة، الدعم المسموح به حالياً هو لإحداث توازن من أجل استمرار الصراع وليس من أجل انتصار الثورة وإنهاء الصراع، وهذا حقيقة يجب على المعارضة السياسية أن تتنبه لها" على حد تعبيره وفيما إن كان الائتلاف قادراً على أن يكون مفاوضاً وحيداً في جنيف 2 إن عُقد، قال المعارض السوري المقيم في المنفى "أكيد لا يمكن أن يكون الائتلاف لوحده ممثلاً للمعارضة في جنيف وذلك لسببين، الأول أن الائتلاف فعلاً لا يمثل لوحده كل المعارضة السورية، ثانياً أن الروس لن يقبلوا أن يكون الائتلاف وحيداً على طاولة مؤتمر جنيف 2 فيما لو عُقد". وأضاف "أنا لا أزال أعتقد أنه من المبكر الآن الحديث عن جنيف فظروفه لم تنضج بعد، ومن الحكمة أن يبادر الائتلاف إلى عقد مؤتمر وطني يضم كل قوى المعارضة والشخصيات الوطنية لتشكيل وفد مشترك على أسس واضحة، لعدم إعطاء النظام فرصة باللعب على تناقضات المعارضة" وتم تأجيل الموعد الأولي لمؤتمر جنيف أكثر من مرة، وقالت الولاياتالمتحدة وروسيا إنه لن يُعقد قبل أيلول/سبتمبر المقبل. ويأمل المجتمع الدولي أن ينجح المؤتمر المعني في إيجاد حل سياسي للأزمة السورية