تلقت مديرية الصيد البحري لولاية سكيكدة خمسة طلبات من طرف خواص للاستثمار في تطوير إنتاج السمك في الوسط المائي خارج البحر او ما يعرف بتربية المائيات. تخص هذه الرغبة المعبر عنها إنشاء مزرعة نموذجية خاصة ببلدية المرسى تقام بجوار المزرعة الحالية التابعة للدولة، والتي اكتملت من حيث الإنجاز ومزرعة في مدينة القل الساحلية لتربية الجمبري في الأقفاص العائمة، وطلبا آخر لبناء مزرعة على مستوى سد القنيطرة ببلدية أم الطوب لتربية السمك داخل الأقفاص العائمة، وفي المياه العادية ،وطلبا لبناء مزرعة لإنتاج الأصداف بمنطقة تامانار ببلدية الشرليع غربي الولاية. وبينما تم قبول مطلب المزرعة النموذجية الخاصة بالمرسى، يجري البت في دراسة الطلبات الأخرى على مستوى القطاع وتتجه النية لدى مصالح المديرية لقبول الطلبات المقدمة بالنظر للضعف الكبير المسجل في إنتاج السمك بوجه عام والمائيات على الخصوص. ومن المعلوم أن تربية المائيات تعرف تراجعا كبيرا جراء عدة عوامل ومتغيرات تسببت في انحدار الإنتاج إلى ما دون التوقعات، وانقرضت الأسماك التي كانت تربى بكثرة في سد القنيطرة وهبوط إنتاج سد زيت العنبة بمعدل السبعين في المائة، في ما لم تتم تجارب حقيقية لتربية الاصناف القابلة للعيش والنمو في الوديان الكبرى التي تتوفر عليها الولاية. وكانت وزارة الصيد البحري قد قامت بدراسة تقنية أنجزها مكتب دراسات ألماني متخصص يدعى روج مارين، وبينت الدراسة ثلاثة مواقع مهمة يمكن بسهولة تحديدها كمجالات مناسبة لتربية المائيات وتطويرها على الأمد البعيد وتخص شاطي تامانار ومصب الوادي القبلي ومصب الوادي الكبير، وحددت الدراسة الألمانية كذلك ثلاثة مواقع أخرى لتربية الأصداف وتتعلق كذلك بشاطي تامانار وبمصب وادي القبلي بالقل والوادي الكبير بالمرسى، كما أشارت الدراسة إلى إمكانية تربية الحنكليس في عدة مواقع مائية وخصوصا في واد يالزهور. إمكانيات مائية هائلة لتطوير سمك الكائنات ومنها أربعة سدود كبرى القنيطرة وزردازة وبني زيد وزيت العتبة ووديان كبرى في القل وتمالوس وعزابة ومجاري مائية لا يستهان بها، ومع ذلك فإن إنتاج المائيات ضعيف ودون مستوى هذه الإمكانيات وهو في تراجع مستمر من عام لآخر، نتيجة الضربات القوية التي يتلقاها سمك المائيات من التلوث الذي قضى العام الماضي على سمك الشبوط بأكمله في سد زيت العنبة، بعد أن أفرغ مصنع إنتاج الطماطم لبوعاتي بڤالمة والمجاور للسد مواد كيميائية فيه، أدت إلى نفوق تسعين في المائة من الثروة الموجودة فيه، وتلت هذه الحادثة عمليات مماثلة في عدة أودية ومجاري مائية يستخدمها الصيادون لزرع الأسماك المناسبة في المياه العذبة، وعلاوة على نقص الخبرة والتجربة في مجال تربية المائيات، فإن هذه التقنية مازالت غير منتشرة بالقدر الكافي وتحتاج، حسب المختصين، إلى رعاية ومتابعة مستمرة من الهيئات التابعة للقطاع وإلى تأطير تقني ذي تخصص عال وإلى إمكانيات مادية وتقنية واضحة.