تشييد الفنادق والمنتجعات لا حدث في غياب اليد العاملة المؤهلة اعترف وزير السياحة والصناعة التقليدية محمد أمين حاج سعيد، أمس، بأن تدني نوعية الخدمات الفندقية أبرز نقاط الضعف التي تعاني منها الوجهة السياحية الوطنية، وأشار إلى أن مخطط تطوير القطاع أكد على بعد مستوى الخدمات عن المقاييس المعمول بها على الصعيد العالمي. وقال المتحدث، خلال افتتاح السنة البيداغوجية ببوسعادة، إن بناء الفنادق الفخمة وتشيد المركبات والقرى السياحية، وتوفير المنتجعات السياحية الراقية ”غير مجدي في غياب توفر اليد العاملة المؤهلة لتسيرها وتقديم خدمات في مستوى تطلعات المتوافدين عليها”، سواء تعلق الأمر بالسياحة الداخلية أو السياحة الدولية، في حين أضاف أن عامل النوعية والجودة في الخدمات مرهون بنجاعة المنظومة التكوينية وقابليتها على تزويد السوق السياحية باليد العاملة القادرة على إرضاء المستهلك. وذكر الوزير بأن المنافسة العالمية السياحية تتسم أكثر فأكثر بالإنخفاض في الأسعار مع إرتفاع في النوعية وجودة في الخدمات، وقال إن الصناعة السياحية حسب الاحصائيات العالمية تجاوزت عتبة المليار وثلاثة مليون سائح وفاقت عائداتها 1000 مليار دولار بالرغم من تداعيات الأزمة المالية وإنعكاساتها على الإقتصاد العالمي، وعليه كان على الحكومة يضيف اعتماد مخطط توجيهي للتنمية السياحية يرتكز على عدة محاور متكاملة فيما بينها مثل دعم وتشجيع الاستثمار لتدارك العجز الذي لطالما عانت منه السياحة، بناء مقصد سياحي جزائري وتثمينه وتحسين صورته والإرتقاء بالجودة والنوعية بمفهومها الواسع إلى المقاييس العالمية وتعزيز كل حلقات السلسلة السياحية وتوفير التسهيلات والإجراءات المدعمة للنشاط السياحي بمختلف أنواعه. وشدد المسؤول ذاته على أن تحقيق النتائج المنتظرة مرهونة بتكوين عملي وميداني، المتضمن في مخطط التنمية السياحية لآفاق 2030 في أحد أهم محاوره وهو ”مخطط الجودة السياحية”، كان لا بد من إنجاز ”خريطة التكوين في قطاع السياحة ”، والتي ترتكز على تثمين الموارد البشرية للإرتقاء بمهن وحرف السياحة إلى المقاييس وتحضير الجزائر لإقتحام السوق السياحية العالمية، قصد الاستجابة إلى مستلزمات السوق السياحي الحالي والذي يتماشى واحتياجات التكوين الكمي والنوعي المسجل على مستوى كل أقطاب الإمتياز السياحي، بالاضافة إلى رسم خريطة جديدة لمعاهد ومدارس التكوين في مجالي التسيير والمهن، وتعزيز قدرات وكفاءات وإحترافية الإطارات المسيرة. وعلى هذا الأساس، قامت الوزارة باعتماد 36 مدرسة خاصة تكون في مهن الفندقة والسياحة وفن الطبخ، وتقييم البرامج للمعاهد الثلاث من طرف خبراء المنظمة العالمية للسياحة، أما في إطار التعاون الثنائي تم التكفل بتكوين مجموعة من المكونين في مواضيع تقنية وكذا تشجيع الطلبة الأوائل على القيام بالتدريب التطبيقي بالخارج لكسب الخبرة والانفتاح على المحيط الدولي.