استلهمت المبدعة سهام مزيان، إبداعاتها من وهم الخيال ومارست هواياتها لنشر صورة خاصة للمرأة الجزائرية التي زينت ”سمعتها” النيرة عبر المحافل الدولية لتكون نقطة انطلاق لعالم الرسم على الحرير والقماش، وتجوب به في كافة ربوع الوطن وحتى البلدان العربية، فكانت سفيرة المرأة العربية المبدعة بالعالم العربي. استطاعت الفنانة ”مزيان” أن تسقط واقع المرأة الجزائرية على الأعمال الفنية التي جابت بها مختلف أنحاء الوطن، فكانت صورة إبداعية لمختلف إبداعاتها. وعن هذه الهواية تقول السيدة مزيان سهام ”إن حب الرسم نبع معها منذ صغرها، حيث أخذت تتألم في الألوان التي كانت تزين الفساتين والملابس التي كانت تشتريها والدتها، لتتفطن في الأخير لتقنية جديدة تعلمتها من الصينيين الذين يعملون بالجزائر، وهذا من خلال ”المفارش” التي كانوا يبيعونها في السوق منذ سنوات عديدة، عندما بدأ المنتوج الصيني يحتل مكانة خاصة في السوق الجزائرية”. وعن التقنية المستعملة في الرسم على القماش، تضيف نفس المتحدثة ”إن العملية تتم عبر عدة مراحل وخطوات، فالخطوة الأولى نقوم بنسخ ”الرسم” على القماش بواسطة ورق النسخ وإذا كنت تجيدين الرسم يمكنك تحدد رسمك مباشرة على القماش بالقلم الرصاص، ثم تأتي مرحلة أخرى عندما نأخذ الفرشاة و نستخدمها، ثم نبدأ بوضع الألوان ليس مرة واحدة ولكن نمد اللون الأخضر أولا ثم نمسح الفرشاة ”بالكلينكس” وليس بالماء، ثم ننتقل إلى اللون الثانى نمده ونسحبه فوق اللون الأول حتى يندمجوا مع بعضهم، قبل أن ننتقل لتلوين الوردة نغسل الفرشاة جيداً بالماء حتى لا يبقى أثر للون الأخضر، ثم ننشفها بالكلينكس ونضع اللون الجديد ونلون. بعد أن تنشف الألوان تماماً نقوم بتثبيت الرسم بالمكواة قبل وضع المحدد الفضي، لأن المحدد لا يحتمل الكي، ويفضل وضع قطعة من القماش فوق الرسم ثم نبدأ الكي فوقها، ثم الخطوة النهائية وضع المحدد على الرسم والمحدد مهم جداً لأنه يحافظ على القماش بعد قصه، بحيث لا تتفتح خيوطه، لتظهر في الأخير النتيجة النهائية”. وأكدت سهام مزيان أن فن الابداع على القماش عالم من الاختراعات الفنية الخاصة بتحديث عصرنة الادوات المكستعملة سواء كانت ألوانا مائية بما تستعمل في القماش، يبقى هاجس البحث الدائم في خبايا الفنون الابداعية هو الذي يجعل الفنان يتألق دائما. وفي هذا الإطار يمكن أن تكون لغة التناغم والاستدلال بالمكنونات هو الدافع الرئيسي للوقوف على منصة الابداع التشكيلي مهما كانت انواعه. وفي هذا الإطار تقول مزيان:”حقيقة أن تكون الفتاة متعلمة فهذه مسألة مطلوبة، ولكن أن تكون موهوبة، فهذا امتياز قد تستفيد منه في حياتها العملية إن وجدت صعوبة في البحث عن عمل، وهذا ما سخرني لأجوب مختلف الولايات الجزائرلاية والمشاركة في عدة مهرجانات، منها بالخصوص بمدن بسكرة، الوادي، عنابة، سوق اهراس، وهران وغليزان.. حيث شاركت في منتديات المرأة المبدعة، كما استطعت أن أجمع أعمالي وأسافر الى دولة الإماراتالمتحدة بدبي وأشارك في مهرجان المراة العربية المبدعة فشغفي الكبير بالرسم جعلني أبدع حرفة جديدة تحول اللوحات الفنية من مجسمات جامدة إلى لوحات حية تعكس تراث منطقة معينة أو تصور جمال الطبيعة، بل تحويل القماش إلى مساحة واسعة ألفظ فيها مختلجاتي الفنية التي لا تنتهي..