يشتكي سكان منطقة المالحة الواقعة ببلدية ابن زياد، بولاية قسنطينة، من الأوضاع الاجتماعية الصعبة التي يكابدونها بصفة يومية، ما حول حياتهم إلى جحيم، على حد قولهم.في حديث أجرته ”الفجر” مع بعض السكان القاطنين بهذه المنطقة، التي تبعد عن مقر البلدية بنحو 20 كلم، أعربوا عن تذمرهم واستيائهم من الوضعية المأساوية التي لاتزال ترمي بظلالها عليهم رغم أنها تضم نحو 3 آلاف نسمة، ما يخولها أن تكون أكبر تجمع سكني بالبلدية. ورغم ذلك فلاتزال المنطقة تفتقر للمشاريع التنموية التي تمكنها من مسايرة عجلة التنمية كنظيراتها من المناطق الأخرى. وما زاد من حدة وتأزم معاناة هؤلاء المواطنين هو تماطل الجهات الوصية في تجسيد جملة الوعود التي تم تقديمها في وقت سابق، والرامية إلى تحسين هذه الأوضاع المزرية، لكنها لاتزال لحد الساعة مجرد حبر على ورق، حسب قولهم، والتي أجملها ذات المتحدثون بالدرجة الأولى في مشكل النقل، الذي تبقى وصمة عار بالنسبة لهذه المنطقة باعتبارها أكبر تجمع سكاني ببلدية ابن زياد. كما أفادوا أنهم يضطرون إلى قطع مسافات كبيرة تقدر بعشرات الكيلومترات مشيا على الأقدام للوصول إلى الطريق الوطني لإيجاد حافلة أو سيارة كلونديستان ”فرود” لبلوغ مدينة قسنطينة التي يشتغل بها جل السكان. وفي ذات السياق صرح العديد من الأولياء أنهم اضطروا إلى توقيف أطفالهم عن مقاعد الدراسة بسبب بعد المنشآت التربوية عن منازلهم من جهة، ونقص وسائل النقل من جهة أخرى، ما أثر سلبا على المتمدرسين الذين أجبرتهم الظروف القاسية على اتخاذ مثل هذا الإجراء. ومن جانب آخر أفاد عدد من شبان المنطقة عن حالة الفراغ التي يعيشونها في ظل غياب مختلف الهياكل الثقافية ودور الشباب، التي من شأنها أن تكون متنفسا لهم للهروب من شبح البطالة والروتين، الذي يؤثر بصفة سلبية على حياتهم، واصفين السلطات المعنية بالغير مبالية بوضعيتهم اليومية، التي لا تحرك ساكنا إلا في المناسبات وقرب مواعيد الانتخابات. وفي ظل هذه المشاكل التي تعانيها منطقة المالحة بابن زياد، يناشد هؤلاء السكان السلطات المحلية، خاصة بعد الوالي الجديد الذي يأملون منه الكثير، الالتفات إلى مشاكلهم وأخذها بعين الاعتبار، مع إيجاد حلول جذرية كفيلة بإزالة حالة الغبن عن هذه المنطقة.