دعا المجلس الولائي لأساتذة الثانويات الجزائرية ”الكلا”، وزارة التربية إلى التدخل العاجل ووقف ما يتعرض له أساتذة وعمال ثانوية ابن الهيثم بالعاصمة، بعد السماح الأسبوع الماضي بكتابة عبارات نابية في حق الأساتذة والإداريين من طرف غرباء عن الثانوية، واصفا هذه الواقعة ب”خطر كبير يدفع إلى القلق والتساؤل”. وقال المجلس في بيان وقعه أمينه الولائي بالعاصمة، روينة زوبير، تلقت ”الفجر” نسخة منه، أنه يرى ”بعد اطلاعه على حيثيات الاحتجاج الذي حدث ليلة الأربعاء الماضية في الثانوية من كتابة على الجدران لعبارات نابية في حق الأساتذة والإداريين من طرف غرباء عن الثانوية يشكل خطرا كبيرا، يدفع إلى القلق والتساؤل”. وأوضح المجلس نفسه أنه ”لن يستطيع قبول صمت الإدارة أمام ما حدث ويحدث في ثانوية ابن الهيثم من تجاوزات ومحاولات لتحطيم ما تبقى من مصداقية ثانوية كانت، إلى وقت قريب، متميزة بانضباطها ونتائجها ولائيا ووطنيا، ومصدر افتخار للمدرسة الجزائرية، فبعد أن تم القضاء على التعليم التقني وانعكاساته على هذه الثانوية بصورة خاصة والتعليم بصفة عامة، ها هم اليوم أساتذتها وتلامذتها يعانون من لامبالاة الإدارة ومحاولة تمييع القضايا الهامة التي تهدف إلى المحافظة على العقد البيداغوجي بين التلميذ والأستاذ، من أجل أداء جيد للأستاذ وتحصيل نوعي للتلميذ”. وندد مجلس الثانويات الجزائرية بهذه ”السلوكات والتجاوزات الخطيرة في حق الأساتذة المربين”، معلنا ”تضامنه المطلق واللامشروط مع أساتذة ثانوية ابن الهيثم ويدرك بأن نضالهم ينم عن استشعارهم لخطورة الأمر ومحاولة منهم لدق ناقوس الخطر”. واستنكر المجلس ذاته ”غياب الحماية القانونية والإدارية المناسبة وعدم الشعور بالمسؤولية تجاه المدرسة، ويرفض إرهاق الأساتذة”، مؤكدا أن ”عدم الاستجابة السريعة للمعنيين، وعدم استهجانهم لما يحدث في مؤسساتنا التربوية من سلوكات مشينة بشكل جدي ومناسب وكاف، يجعلهم يساهمون في التطبيع الاجتماعي للظواهر السلبية”. وطالب البيان سالف الذكر ”الجهات الوصية على إدارة الشأن التربوي بتحمل مسؤولياتها في حماية الثانوية ومن ثم المدرسة الجزائرية من كل ما يمس بأدوارها ويهدد أمن وسلامة مرتاديها، الذي هو في نهاية المطاف تهديد لمستقبل وطن بأكمله”، مبينا أنه ”إذا كان الاحتجاج على أمر غير طبيعي أو سلوك مشين شيئا عاديا وخاصة في قطاع التربية، فإن الشيء غير العادي هو سياسة تعفين أي احتجاج في قطاع التربية وإرهاق المطالبين والذي يكاد يكون سلوكا ونهجا يميز أغلب احتجاجات القطاع”. وحسب بيان النقابة ذاتها، فإنه ”على عكس ما يسوق من شعارات وأقوال وضرورة فتح قنوات الحوار وتسوية المشاكل العالقة قبل تفاقم الوضع، وهذا ما لم نلمسه في قضية ثانوية ابن الهيثم بالعاصمة منذ الخميس الماضي”.