التعريف بالكتاب: كان كتاب قاسم أمين ”1863- 1908م” ”تحرير المرأة - 1899” أول كتاب أثار زوبعة، أومعركة فكرية واجتماعية في الثقافة والمجتمع العربيين الحديثين، مما دفع مجموعة من الكتّاب إلى الردّ عليه أهمهم: .. والناظر في الأحوال التي فضَّلت فيها شريعتنا الرجل على المرأة مثل الخلافة والإمامة والشهادة في بعض الأحوال لا يجد واحدة منها تتعلَّق بعيشتها الخصوصية وحريتها، وأن الشارع لم يراع في هذه المسائل القليلة إلاَّ عدم الخروج بالمرأة عن وظيفتها العائلية، وحصر الوظائف العمومية في الرجال؛ وهو تقسيم طبيعي جرى على مقتضاه إلى الآن التمدُّن في أوروبا، ولا يوجد فيه شيء يمنع من ترقية المرأة والوصول بها إلى أعلى مرتبة تستحقها، وما من عاقل يدرك الغرض الصحيح من تلك الحقوق العظيمة التي خوَّلتها الشريعة الإسلامية إلى المرأة في جميع الأعمال المدنية -ومنها أهليتها أن تكون وصية على رجل - يستحسن ما يخالفها من عوائدنا التي تؤَّدي إلى حرمان المرأة بالفعل من استعمال هذه الحقوق. والقارئ الذي تتبع سلسلة القواعد الكلية التي سردها بغاية الايجاز لابُدَّ أن يكون قد لاحظ أنها كلها تتلخَّص في عبارة واحدة هي: أنه لابدَّ لحسن حال الأمَّة من أن تحسن حال المرأة، فإذا أرسل الناظر فكره ليحيط بأطراف هذا الموضوع الواسع وبجميع ما يرتبط من المسائل، انجلت له الحقيقة،وتجلَّت له جميع أسرارها فيرى صورة لا تشابه الخيال الذي كان يظُّنه جسماً، ويرى المرأة التي يهيِّئها المستقبل تتلألأ في أنوار جمالها ظاهرة مظهرها الفطري، ولابسة حلَّة كمالها الثنائي: الجسم والعقل. العائلة: لا يتم إصلاح حال المرأة بمجرَّد التربية وحدها بل يحتاج إلى تكميل نظام العائلة، نعم فإن ارتقاء مدارك المرأة مما يساعد على كمال نظام العائلة ولكن هذا النظام نفسه - على ما به من الارتباط بالعوائد والأحكام الشرعية - له هو الآخر دخل كبير في ارتقاء المرأة وانحطاطها؛ ولهذا رأينا من الضروري استلفات الذهن إلى أهمِّ المسائل التي تمسُّ بحياة العائلة وهي الزواج وتعدد الزوجات والطلاق. وسنتكلَّم عليها باختصار على هذا الترتيب.. ...(يتبع)