قال الروائي لحبيب السايح إنّ المترجم السعيد بوطاجين قيمة أكاديمية مؤكدة وقامة معرفية ثابتة وظاهرة قصصية نادرة، باعتبار ما قدّمه من أعمال سواء على مستوى الترجمة من الكتب الأجنبية إلى اللغة العربية أوالإنتاج الأدبي بفضل الكتب التي كتبها منذ بداية مشواره في الكتابة، معتبرا إياه عالم الجزائر السيميائي الحالي. أكدّ الروائي والكاتب لحبيب السايح على هامش المداخلة التي قدمها في إطار ملتقى ”الصحراء والسرد” الذي احتضنته مدينة أدرار مؤخرا، والذي كان تكريما للروائي سعيد بوطاجين، أنّ هذا الأخير يعدّ واحدا من أبرز الأكاديميين الجزائريين ذوي العقل المبني على أسس النسبي والاحتمالي والتقديري، وكذا القائم على الرؤية وسؤال السؤال، قائلا في السياق ”هو ارتباكا بعده ارتباك في حضرة العارفين والمعرفة والعلم والعلماء وذوي العبقرية الفذة”. وفي السياق اعترف الروائي لحبيب السايح في حديث مع ”الفجر” أنّه لم يعرف أديبا وأكاديميا ومترجما جزائريا ولا قرأت له مثلما كان له ذلك مع السعيد بوطاجين”. وقال في هذا الصدد ”فوق هذا، فهو أحد أكبر المترجمين الجزائريين والعرب”، وتابع في معرض حديثه ”نقل إلى العربية، حتى اليوم، أحد عشر مؤلفا في الفكر والإبداع، كما استطاع أن يترك بصمة واضحة وجلية في الأدب العربي والجزائري على حدّ السواء من خلال ما أنجزه من مؤلفاته المترجمة في مختلف مجالات الفكر والكتابة، ناهيك عن التي تلك كتبها سواء كتب أو مقالات تحليلية وناقدة لمواضيع متعددة ومختلفة نشرها عبر عديد الجرائد. وفي السياق ذاته أوضح المتحدث بأنّ السعيد بوطاجين، يكتب كتابة لا تشبه غيرها في الجزائر ولا في العالم العربي؛ حيث تعدّ نموذجا متفردا بلغته وأسلوبه وبلاغته، نابعا من معرفة متجذرة في تربة الجزائر، مسوَّغا باستقلالية فكرية وروحية نادرة؛ وعلى حدّ تعبيره هي القوة الخفية التي أعطت، سرده هذه الخصوصية الفاتنة والذي لا يختلف حوله اثنان إذا تعلق الشأن بقيمته الأدبية وجماليتها”. كما لم يخف المتحدث إعجابه وسعادته ببوطاجين قائلا السعيد بوطاجين أديب نبيل سخي زاهد، قرأت له مدونة أدبية متفردة بمعجمها وموضوعها وقيمها وسر المعرفة فيها وجمال لغتها ومتعتها.”أنا سعيد جدا بأن يكون لي صديق قاص وروائي خاصة، مثل السعيد بوطاجين”.