راهبات معلولا ينفين مسألة اختطافهن استبعدت لندن بقاء الرئيس بشار الأسد على هرم السلطة في سوريا خلال المرحلة الانتقالية، مشددة على ضرورة تبني الخيار السلمي ودعم مؤتمر ”جنيف 2” من أجل تعبيد الطريق أمام وضع حد للحرب الدائرة بالمنطقة ووقف سفك دماء السوريين. اعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن بقاء الأسد في المشهد السياسي بسوريا أصبح مستحيلا في ظل التطورات التي تعرفها المنطقة، خاصة مع التعقيدات التي تواجهها التحضيرات لمؤتمر السلام بجنيف، وأضاف هيغ أن الحل السلمي في سوريا يستوجب مغادرة بشار الأسد للسلطة، وانسحابه من مستقبل سوريا بشكل كامل، لأن بقاءه لا يخدم السلام في المنطقة، خاصة وأن المعارضة ترفض بشكل قاطع أي دور للرئيس السوري في مؤتمر السلام الدولي بجنيف ولا في المرحلة الانتقالية المنتظرة بعد الحوار، وجدّد هيغ دعم بلاده للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة كممثل شرعي للشعب السوري، داعيا باقي الفصائل في دمشق إلى توحيد الصف خدمة للحوار الوطني، وأعلن وزير الخارجية البريطاني عن تعهد بريطانيا بتقديم خمسة ملايين جنيه إسترليني كمساعدات للشعب السوري داخل سوريا وفي البلدان المجاورة التي تستضيف اللاجئين. على صعيد آخر ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية ”بي. بي. سي”، أمس، أن جهاديين أجانب يشاركون في القتال في سوريا انطلاقا من جنوبتركيا، وقالت الهيئة أن أكثر من 150 شخصاً، منهم نحو 20 من بريطانيا استخدموا منازل أمنة في جنوبأنقرة للمرور إلى دمشق خلال الأشهر الثلاثة الماضية، مشيرة إلى تزايد التنظيم المحكم للطريق المستخدم من قبل الجهاديين المرتبطين بالقاعدة انطلاقا من الأراضي التركية، وجمعت الهيئة شهادات مقاتلين فروا من سوريا يصفون فيها مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام ”داعش” بالوحشية، ويتهمونهم بتدمير سوريا. من جهة أخرى نفت راهبات معلولا خطفهن على يد مسلحين إسلاميين بالمنطقة، وظهرت في فيديو بثته قناة الجزيرة مجموعة من راهبات بلدة معلولا السورية دون أن تحدد مكانهن، مؤكدين المعاملة الحسنة لأفراد الجماعة، وقالت إحداهن أن مجموعة أحضرتهن إلى المكان لحمايتهن لا لاستعمالهن كدروع بشرية كما تناقلته بعض المصادر، ووردت أنباء سابقة عن فقدان الراهبات من بلدة معلولا المسيحية التاريخية بعد أن سيطر عليها مقاتلون جهاديون بشكل كامل الاثنين الماضي، ونقلت وكالة الأنباء الرسمية ”سانا” عن مصادر أهلية أن مقاتلين اقتحموا دير ”مار تقلا” في معلولا واحتجزوا عددا من الراهبات اللواتي يعملن في الدير والميتم التابع له، فيما ذكرت إذاعة الفاتيكان نقلا عن السفير البابوي في دمشق ماريو زيناري أن 12 راهبة أرثوذكسية أخرجن بالقوة من الدير.