يلتقي وزراء خارجية دول عربية وغربية مع مسؤولين بالمعارضة السورية في لندن في محاولة لكسب تأييد هذه الأخيرة للخيار السياسي وتحفيزها على المشاركة في مؤتمر السلام المتوقع عقده بجنيف الشهر المقبل بحسب الأطراف الفاعلة في القضية السورية. وعلى الرغم من الارتباك الدبلوماسي الذي عكسه الاختلاف في التصريحات بشأن موعد مؤتمر ”جنيف 2”، إلا أن الجهود الدولية لا تزال حثيثة من إشراك جميع الأطراف الفاعلة في النزاع السوري وعلى رأسها المعارضة والنظام في الحوار المنتظر الشهر القادم، هذا المؤتمر الدول يالذي تعترضه العديد من العراقيل فما أن يصل المجتمع الدول للقول فرجت إلا وتظهر تعقيدات تربك المجتمع الدول يوتزيد من حجم الهوة الفاصلة بين السلطة السورية والمعارضة، خاصة وأن مجموعة مهمة في تحالف المعارضة الرئيسي السوري تهدد بمقاطعة المحادثات، وتتمسك بموقفها القاضي بأن أي اتفاق يجب أن يتضمن ترك الرئيس السوري بشار الأسد سدة الحكم، حيث قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قبيل اجتماع لندن أن المعارضة السورية لن توافق أبدا على بقاء الأسد في السلطة، فيما تقول دمشق إن هذه القضية ليست مطروحة على طاولة المباحثات، إذ يتمسك الرئيس السوري بشار الأسد ببقائه في السلطة، حيث استبعد في آخر تصريحاته أمس الأول نجاح مؤتمر السلام مشيرا الى غياب موعد محدد للمؤتمر ولا عوامل تساعد على انعقاده، كما قال الرئيس السوري أنه قد يفكر بالترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة سنة 2014، وأضاف في مقابلة مع قناة ”الميادين” أنه لا يرى أي مانع من ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة، كما هاجم الأسد عدداً من الدول التي اتهمها بالتورط في دعم الإرهاب في سوريا على غرار الولاياتالمتحدة، قطر والمملكة العربية السعودية وكذا تركيا فضلاً عن الإخوان المسلمين. على صعيد آخر أشار وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، قبل ساعات من انطلاق أعمال اجتماع مجموعة أصدقاء سوريا إلى إمكان مشاركة إيران في مؤتمر ”جنيف 2” للسلام حول سوريا الشهر المقبل، الذي تستضيفه بلاده، وقال هيغ للمحطة الإذاعية الرابعة بهيئة الإذاعة البريطانية ”بي بي سي”، أنه من المهم أن تلعب إيران دوراً أكثر إيجابية، وأن بلاده تستخدم القنوات الديبلوماسية المتاحة حالياً فيما يتعلق بقدرتها على التأثير على سوريا، ومناقشة الوضع فيها مع وزير خارجيتها الجديد محمد جواد ظريف، وأضاف وزير الخارجية البريطاني أنه بلغ نظيره الإيراني أن بلاده يمكن أن تبدأ من موقف مشابه لبقية الدول الأخرى بشأن اتفاق جنيف العام الماضي حول ضرورة إقامة حكومة انتقالية بالتراضي في سوريا تضم أعضاء من الحكومة والمعارضة، لأن ذلك يمثل الطريق إلى أمام نحو الحوار السياسي والانتخابات الحرة في سوريا، ورأى أن إمكانية مشاركة إيران من هذا الموقع، يسهّل انخراطها في النقاشات الدولية حول القضية السورية.