عرف، اليوم الأول من المهرجان الدولي للسماع الصوفي، الذي انطلق مساء أول أمس بدار الثقافة هواري بومدين بسطيف، في طبعته الثالثة حضورا مميزا ومكثفا للعائلات من مختلف مناطق الوطن، وقد حملت هذه الطبعة الثالثة شعار “السماع الصوفي جسر للمحبة والسلام” التي حولت المدينة إلى فضاء بهيج وسمفونية مركبة من الجمال تدعو إلى الارتقاء بالروح البشرية إلى قيم الخير والمحبة والسلام، وقد تداول على الركح في فعاليات اليوم الأول من عمر المهرجان كل من الفرقة المحلية “مشوار الهدى” التي ورغم حداثة نشأتها سنة 2012 إلا أنها أبانت عن إحترافية منشديها حيث أطربت جمهور قاعة دار الثقافة بمجموعة من الأناشيد الصوفية منها “هام قلبي عند ذكر النبي المختار”، “ياالطلبة يا العلماء علموني في كلام الله. علموني في كلام الله باش ندخل باب الجنة”، ليمر الحضور إلى الإستمتاع بسماع طرب فرقة “إركان موطلو” التركية والتي تجاوب معها الجمهور خاصة في أغنيتي “إينورنكي” والتي تعني النور الإلاهي، وأنشودة “إسمي زكري” والتي تتغنى بأسماء الله الحسنى، وأنشودة “لا إله إلا الله محمد رسول الله” التي أبدى خلالها الحضور تفاعلا وإعجابا كبيرين وشدّت انتباههم بكلماتها التي أثنت بصفة خاصة بخصال الرسول محمد الكريم صلى الله عليه وسلم. لتختتم هذا اليوم الافتتاحي من مهرجان السماع الصوفي بأناشيد فرقة “حضرة الليل الزاهي” من تونس الشقيقة الخضراء والتي أطربت الجمهور بأناشيد صوفية خالصة بدأتها بإبتهالات “باسم الخالق نبدأ”، إضافة على أنشودة “الشدة في الله”، وكلها أناشيد على أنغام الدف وصوت حناجر تعتبر من أعرق الحناجر في الغناء الصوفي، دون استعمال أي آلة موسيقية. تكريم حفيد الأمير عبد القادر بسطيف أهم ما ميز المهرجان الدولي للسماع الصوفي فهو حضور حفيد “الأمير عبد القادر الجزائري” من دولة سوريا والذي كرّم من طرف القائمين على المهرجان وكان محافظ المهرجان ومدير الثقافة بسطيف السيد إدريس بوديبة قد أوضح خلال إعطائه لإشارة انطلاق التظاهرة بأن هذا المهرجان يهدف إلى مد جسور المحبة والوئام بين مختلف الأجناس والأطياف باعتباره تراثا روحيا مشتركا بين كل الشعوب. وافتتحت بالموازاة مع العروض الإنشادية عديد الأنشطة منها معرض حول فن المنمنمات والزخرفة والخط العربي عرض من خلاله الفنان الجزائري أحمد خليلي صاحب الجائزة الأولى في المهرجان الدولي للمنمنمات والزخرفة المنظم شهر سبتمبر الفارط بولاية تلمسان 18 لوحة من أعماله.