تميز حفل افتتاح المهرجان الثقافي الدولي الثالث للسماع الصوفي بأغاني صوفية و بالثناء على الله و نبيه محمد صلى الله عليه و سلم- و كذا حركات الدوران في شكل حلقة التي يؤديها الدراويش "المولويون". و غاص الجمهور الكبير الذي أخذ مكانا بقاعة العروض مساء أمس السبت بدار الثقافة هواري بومدين و الذي يتألف أساسا من العائلات و الشباب على مدار أكثر من ساعتين في أجواء من الروحانية التي تارة ما تكون تأملية و تارة حماسية. و كان للفرقة السطايفية الفتية "مشوار الهدى" شرف افتتاح هذه التظاهرة الثقافية التي ستتواصل إلى غاية 14 ديسمبر الجاري حيث و بالرغم من أنه حداثة تأسيسها (في سنة 2012) إلا أنها تمكنت من نيل إعجاب الحضور بتأديتها أغاني دينية بكل إتقان من بينها "هام قلبي عند ذكر النبي المختار". و أتى الدور بعد ذلك على الفرقة التركية للفنان إركان موطلو التي إعتلت الركح و أدت أغاني "لا إله إلا الله" و "أسماء الله الحسنى" رافقتها رقصات الدراويش "المولويين" التي تعتمد على الدوران في شكل حلقة وأيديهم ممدودة إلى السماء و هي الرقصات التي استمتع بها الجمهور السطايفي كثيرا الذي تمكن لأول مرة من اكتشاف هؤلاء الراقصين المتصوفين المولودين تحت ظل المولوية التي أسسها السلطان فولاد ابن جلال الدين الرومي. فيما إختتمت الفرقة التونسية "حضرة الليل الزاهي" بشكل جميل تلك السهرة الأولى و هذا من خلال تأدية عدة مدائح دينية منها "باسم الخالق نبدأ" و "الشدة في الله". و أعجب الجمهور الذي بدا في غاية الاستمتاع بعمق الكلمات و كذا الإتقان الكبير في الأداء الذي يمتاز به مغنو هذه الفرقة. كما تميزت السهرة الأولى بتكريم الأمير عبد القادر والد الأمة الجزائرية من خلال أحد أحفاده الذي جاء خصيصا من سوريا إضافة إلى الدكتور ياسين بن عبيد و هو أستاذ الفلسفة الإسلامية و الأدب المعاصر بجامعة سطيف و ذلك تقديرا لجهوده العلمية للارتقاء بالأدب الصوفي في الجزائر. للإشارة يشارك في هذا المهرجان الذي يأتي هذه السنة تحت شعار "السماع الصوفي جسر للمحبة و السلام" فرق من عدة ولايات و من 11 بلدا أجنبيا هي تركيا و تونس و سوريا و الصين و صربيا و ليبيا و مصر و السينغال و العراق و الأردن و إيران.