الجزائر تدعم الحكومة الليبية والأمور في تونس تطورت إيجابيا أوضح وزير الشؤون الخارجية، رمطان لعمامرة، أن ترشح بوتفليقة لعهدة رابعة، أمر يعلنه الرئيس شخصيا عندما يشعر أن الوقت قد حان لذلك، وقال إن ”مسألة رئاسة الجمهورية علاقة شخصية وحميمية بين الرئيس والجزائريين”، مبرزا أن رئيس الجمهورية يسهر على قيادة الدبلوماسية الجزائرية، وأن الأمور تسير على أساس التعليمات والتوجيهات التي يصدرها. وقال بخصوص العلاقات الجزائرية الفرنسية، بمناسبة زيارة رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك إيرولت، إنها جيدة وواعدة. قال وزير الخارجية رمطان لعمامرة، في حوار خص به قناة ”فرانس 24”، إن ”الرئيس بوتفليقة بخير وهو يسهر على قيادة الدبلوماسية الجزائرية، ويشاركنا في كبيرها وصغيرها، ونحن نشتغل على أساس التعليمات والتوجيهات التي يصدرها”، وتابع في رده على سؤال حول إمكانية ترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة رئاسية رابعة، بأن ”مسألة رئاسة الجمهورية علاقة شخصية وحميمية بين الرئيس والجزائريين والجزائريات”، وأن هناك متسع من الوقت حسب الإطار الدستوري والقانوني المعمول به في الجزائر على موعد الرئاسيات القادمة، وأضاف أن هذه المسألة ”يتناولها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة شخصيا عندما يشعر أن الوقت قد حان لذلك”. ... الجزائر لا تهندس لما يجري في المناطق المجاورة وأبدى لعمامرة تفاؤله بمستقبل شعوب بلدان الجوار والساحل ”لأن الكلمة الأخيرة ستبقى لشعوب المنطقة التي تتطلع إلى بناء ديمقراطية في إطار التعايش السلمي والتفاهم”، وذكر على سبيل المثال تونس، حيث أوضح أن الأمور تطورت فيها إيجابيا في الفترة الأخيرة، معتبرا أن بقية الدول المجاورة ستستطيع أن تبني مستقبلا ديمقراطيا زاهرا، وألح على أن ”الجزائر لا تهندس لما يجري في المناطق المجاورة، بل تهتم وتتفاعل مع الأحداث و تساند قدر المستطاع، ولا تتدخل في الشؤون الداخلية، ولا تقوم بأي عمل يصب في غير ما تتمناه هذه الشعوب والبلدان”. وعن الأحداث التي جرت في مالي، أبرز الوزير أن ”الجزائر أدت دورا سياسيا ولوجيستيا واقتصاديا”، وأن الموقف الجزائري كان يدافع عن ضرورة فتح المجال لحل تفاوضي بين الحكومة المركزية والجماعات المالية في الشمال التي ترفض العنف وتقبل بوحدة مالي شعبا وترابا”، مؤكدا أن هذه المنطقة هي جزء لا يتجزأ من تراب مالي، وأن ”الجزائر كانت دائما وأبدا تلح على أن لا يكون هناك تدخل أحادي الجانب في مالي بدون تكليف من طرف الأممالمتحدة”. وبخصوص ملف الإرهاب، أوضح المتحدث أن الإرهاب لا بد أن يعامل بالأسلوب الضروري وهو العنف المشروع، وقال إن الجزائر بدفاعها عن ترابها الوطني تساهم في استقرار دول الجوار، وأن ”الحل هو السهر على أن لا يشكل الإرهاب خطرا على الجزائر ولا على دول الجوار”. واعتبر وزير الخارجية علاقات الجزائر مع ليبيا ”جيدة”، وأن هناك ”تعاونا مثمرا” بين البلدين، وكشف عن انعقاد لجنة التعاون الكبرى الجزائرية-الليبية خلال شهر ديسمبر الجاري، مؤكدا أن الجزائر ”تدعم الحكومة الليبية على اعتبار أنها هي التي اختارها الشعب الليبي الشقيق، وأنها بدورها تتعامل مع الجزائر على أساس الاتفاقيات الموجودة بين البلدين”، معربا عن أمله في أن ”تنجح في تجاوز الأزمات والوضع الصعب الذي تمر به”. وأكد وزير الشؤون الخارجية، رمطان لعمامرة، أن هناك في الجزائر إرادة لإعلاء الحقيقة حول الخسائر البشرية خلال فترة الإرهاب التي مست البلد. و قال في رده على سؤال لقناة ”فرانس 24” حول قضية اغتيال رهبان تيبحيرين، إن هناك عائلات عاشت محنا كبيرة خلال هذه الفترة، مضيفا أنه مع مسار المصالحة الوطنية والتهدئة الذي التزمت به الجزائر، وشدد على أن هناك إرادة لإعلاء الحقيقة بخصوص جميع الخسائر البشرية المسجلة، وذكر أن ”القضاء الجزائري سيد على غرار القضاء الفرنسي”، ووصف العلاقات الجزائرية الفرنسية ب”الجيدة والواعدة”. ... الحدود الجزائرية-المغربية ستفتح عندما تنتهي الظروف التي أدت إلى غلقها وجدد الوزير التأكيد على أن القضية الصحراوية هي قضية تصفية استعمار، وأن الجزائر ليست طرفا فيها، بل هي تدافع عن مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها كما دافعت عنه دائما، معتبرا أن ذلك ”قضية مبدأ”، وأضاف أن ”منظمة الأممالمتحدة أقرت أن الإقليم الوحيد في القارة الإفريقية الذي يطالب باستفتاء لصالح شعبه هو إقليم الصحراء الغربية”، وأن هذا ”أمر واضح قانونيا وسياسيا”، موضحا أنه ”ليس للجزائر لا كراهية و لا أي شيء فيما يتعلق بالشعب المغربي الشقيق”، وتابع بأن الحدود الجزائرية-المغربية ستفتح عندما تنتهي الظروف التي أدت إلى غلقها، وعندها سيتم التعامل مع المغرب ”معاملة طبيعية”، وقال ”إن هذه المسألة متعلقة بالمبدأ الجزائري”. وعن مستقبل العلاقات بين البلدين، اكتفى لعمامرة بالتطرق إلى حادثة الاعتداء على العلم الجزائري بقنصلية الدار البيضاء، في بداية شهر نوفمبر الماضي، مبرزا أنها ”تركت جرحا في الضمير الجماعي الجزائري عند العام والخاص”، وأوضح أن هذه الحادثة ”لا تعتبر حدثا ظرفيا أو أمرا قد يقع في أي مكان، بل ضربة قوية وعنيفة للرموز والقيم التي نؤمن بها والتي ما زلنا نؤمن بأننا نتقاسمها مع الأشقاء في المنطقة”.