أكد وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة أن الجزائر تملك "إرادة لإعلاء الحقيقة حول الخسائر البشرية التي تكبدتها خلال فترة الإرهاب"، وأنها ماضية "في مسار المصالحة الوطنية والتهدئة التي التزمت بهما بخصوص جميع الخسائر البشرية المسجلة". وقال لعمامرة الذي نزل ضيفا على قناة "فرانس 24" في تطرقه للعلاقات الجزائرية الفرنسية تزامناًً مع زيارة رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك ايرولت، بأن وتيرة العلاقات "جيدة" و«واعدة"، مبرزا "الإرادة السياسية" لكلا البلدين في العمل سويا من أجل إقامة "شراكة ناجعة". ونفى رمطان لعمامرة أن تكون "الجزائر تهندس لما يجري في العديد من المناطق المجاورة"، مؤكدا أنها "تهتم وتتفاعل مع الأحداث وتساند قدر المستطاع ولا تتدخل في الشؤون الداخلية ولا تقوم بأي عمل ينصب في غير ما تتمناه هذه الشعوب والبلدان". وشدد على أن "الجزائر أدت دورا غير عسكري بل دورا سياسيا ولوجيستيكيا واقتصاديا في الأزمة المالية"، وأن الموقف الجزائري كان يدافع عن ضرورة "فتح المجال لحل تفاوضي بين الحكومة المركزية والجماعات المالية في الشمال التي ترفض العنف وتقبل بوحدة مالي شعبا وترابا". وفي رده على سؤال حول الحدود الجزائرية - المغربية، قال "إنها ستفتح عندما تنتهي الظروف التي أدت إلى غلقها"، وعندها سيتم التعامل مع المغرب "معاملة طبيعية"، مؤكداًً "أن هذه المسألة متعلقة بالمبدأ الجزائري القائم على أنه سيتم فتح الحدود الجزائرية - المغربية عندما تنتهي الظروف التي أدت إلى غلقها وحينها سيتم التعامل مع الجارة المغرب معاملة طبيعية فيما يتعلق بهذا الأمر". وعن مستقبل العلاقات بين الجزائر والمغرب، اكتفى لعمامرة بالتطرق إلى حادثة الاعتداء على العلم الجزائري بقنصلية الدار البيضاء، بداية شهر نوفمبر الماضي، مؤكدا أنها "تركت جرحا في الضمير الجماعي الجزائري عند العام والخاص". كما أشار إلى أن هذه الحادثة "لا تعتبر حدثا ظرفيا أو أمرا قد يقع في أي مكان بل ضربة قوية وعنيفة للرموز والقيم التي نؤمن بها والتي ما زلنا نؤمن بأننا نتقاسمها مع الأشقاء في المنطقة". وفي محور حديثه عن الديبلوماسية الجزائرية، أكد الوزير أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، هو قائد الديبلوماسية الجزائرية، مضيفا أن الأمور تسير على أساس التعليمات والتوجيهات التي يصدرها، مضيفا أن "الرئيس بوتفليقة بخير ويسهر على قيادة الديبلوماسية الجزائرية ويشاركنا في كبيرها وصغيرها ونحن نشتغل على أساس التعليمات والتوجيهات التي يصدرها". ورفض لعمامرة إعطاء رد قطعي على سؤال يتعلق بإمكانية ترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة رئاسية رابعة، موضحا أن "مسألة رئاسة الجمهورية علاقة شخصية وحميمية بين الرئيس والجزائريين والجزائريات"، وأن "هناك متسعا من الوقت حسب الإطار الدستوري والقانوني المعمول به في الجزائر" على موعد الرئاسيات القادمة. وأضاف أيضا أن هذه المسألة "يتناولها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة شخصيا عندما يشعر أن الوقت قد حان لذلك". وجدد وزير الخارجية موقف الجزائر الثابت حول القضية الصحراوية التي اعتبر "أنها قضية تصفية استعمار"، مؤكدا "أن الجزائر ليست طرفا فيها بل هي تدافع عن مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها كما دافعت عنه دائما وأن الجميع في المنطقة اتفق على حق الشعوب في تقرير المصير وعلى حق الشعب الصحراوي بالذات في تقرير مصيره"، مذكرا بأن هناك بعثة أممية في المنطقة تسمى المينورسو أرسلت إلى المنطقة باتفاق من الجميع.