سافر الجمهور الغفير الذي غصت به قاعة ابن زيدون برياض الفتح، سهرة أمس أول، ضمن فعاليات السهرة السابعة من المهرجان الدولي للموسيقى الأندلسية والموسيقى العتيقة التي تتواصل إلى 29 ديسمبر الجاري بالعاصمة، إلى عمق الغناء الصوفي والموشحات التركية والبرتغالية، حيث تم اكتشاف هذا المخزون الموسيقي العريق الذي يمتد لعشرات السنين. وقد أبدع العازفون الذي أحيوا السهرة في تقديم أجمل الوصلات الموسيقية، وكان الجزء الأول من الحفل مع العازفين البرتغاليين الذين قدموا وصلات فنية مستوحاة من القرن ال 19، بينما كان الجزء الثاني من السهرة مع العازف التركي أحمت قدري بمعية فرقته الموسيقية، حيث أبدع هؤلاء في تقديم مجموعة من الموشحات التركية القديمة التي برز فيها الجانب الروحي والصوفي. وشدت الفرقة التي عزفت على آلات إيقاعية ووترية انتباه الجمهور الذي أصغى لروائع التراث الموسيقي التركي وكذا إلى المدائح الدينية. وكان الحضور على موعد أيضا مع جوق محمد العربي التمسماني للمعهد الموسيقي بتطوان المغربية، الذي قدم باقة من التراث الموسيقي الأندلسي، على غرار درج استهلال ”إن يوما” وانصراف ”مدح الرسول” وماية ”شمس العشية”. كما أدت الفرقة وصلات صوفية قدمت خصيصا للجمهور الجزائري، حيث لحنها قائد الجوق محمد الأمين الاكرامي في طبع الاستهلال، بالاستناد على أشعار أعلام التصوف في المغرب العربي أمثال مصطفى العلوي ومحمد الحراق الحسني وأبي مدين الغوث.