تفاعل الجمهور التلمساني الحاضر بقوة مع فعاليات السهرة السادسة من المهرجان الثقافي المغاربي للأغنية الأندلسية، الذي يحتضنه قصر الثقافة الإمامة و التي تداخلات بها في هذه السهرة نوتات وأنغام المالوف القادم من بونه مع الطابع الغرناطي المسافر من المملكة المغربية الشقيقة. على و قع أنغام الزرنة لفرقة القليعة كانت افتتاحية السهرة السادسة وسط تجاوب جماهيري ليخفت إيقاع الدربوكة و الطبل تدريجيا و تتعالى نغمات العود الذي داعبته أنامل الفنان ديب العياشي من خلف الستار ليطل على الجمهور عبر رحلة إيقاعية مازجت بين الشعبي و المالوف. بينما قدم جوق العربي التلمساني من المملكة المغربية معزوفات أندلسية من الطابع الغرناطي مرفوقا بجوق طّعم بصوت نسائي مميز، أبرز خصائص الفن الأندلسي الذي تأدية المدرسة التيتوانية للموسيقى و التي شاركت في عدة تظاهرات و مهرجانات داخل و خارج المملكة المغربية. وعن جوق العربي التلمساني فقد أكد رئسه "محمد الأمين الأكرمي" في تصريحه ل " الجزائرالجديدة" أنه كان يرأسه الأستاذ الكبير المرحوم محمد العربي التمسماني هذا الجوق الذي يمثل المدرسة التطوانية في الموسيقى الأندلسية المغربية، إلى جانب مثيلاتها بكل من فاس والرباط. بالإضافة إلى أنه يتسم بالطابع الخاص الذي ميزها به مؤسسها الفنان الكبير محمد العربي التمسماني الذي وضع أسسها الأولى وأرسى دعائمها، وما انفك رحمه الله بتعهدها بالدرس والتنقيح والتحسين على مدى أزيد من أربعين سنة حتى وافته المنية في مطلع سنة 2001 م. كما رافقه في هذه المسيرة الفنان عبد الصادق اشقاره والأستاذ أحمد الشنتوف رحمهم الله والأستاذ الحاج المختار المفرح وآخرون هذا وكان المرحوم منذ سنة 1994 قد عهد برأسة الجوق لتلميذه الأستاذ محمد الأمين الاكرامي الذي حصل من أستاذه على شهادة الكفاءة في الموسيقى الأندلسية، وسار على نهجه في المحافظة على أصول هذا الفن وبعث نوادره من الصنائع والنغمات ، واستنباط أساليب جديدة في الأداء خصوصا في ما يتعلق بتوحيد الجمل الموسيقية وتطعيم الجوق بالمجموعة الصوتية وتشجيع الشباب وتلامذة المعهد ، مما يضمن استمرارية هذا الفن المغربي الأصيل،فمحنة هذا العمل شهرة وطنية ودولية واسعة ويظهر هذا جليا من خلال عدة مشاركات فنية لا حصر لها . وبما أن جل أعضاء الجوق من محيي الزاوية الحراقية والتي بتولي أمرها الشيخ الجليل مولاي الغالي الحراق،فقد اتخذ الأستاذ الاكرمي منهجا جديدا وهو ضم الموسيقى الصوفية إلى أحضانه الأمر الذي جعله بضع ألحان جديدة ذات طابع روحاني ومتميز مستنبطا ألوانها من سلالم الموسيقى الأندلسية. نسرين أحمد زواوي