تواصلت اليوم السبت المظاهرات في عدة مدن تركية للمطالبة باستقالة حكومة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في ظل التحقيقات الجارية في فضيحة الفساد والرشوة المتهم فيها عدد من أبناء الوزراء وكبار رجال الأعمال والموظفين العامين. وذكرت محطة إن.تي.في. الإخبارية التركية أن المتظاهرين طالبوا أردوغان بتقديم استقالته . وحاصرت قوات الشرطة بأعداد كبيرة كافة الأفرع المؤدية إلى ميدان تقسيم بوسط اسطنبول لقمع المتظاهرين الذين كانوا يحاولون التجمع في الميدان احتجاجا على الفساد , حيث استخدمت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه والرصاص المطاطي واعتقلت 70 شخصا , فيما تضررت محلات تجارية كبيرة على إثر الاشتباكات بالميدان. وفي ساعة متأخرة من الليلة الماضية اندلعت اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الشرطة في متنزه جوفان بارك بوسط العاصمة أنقرة واستمرت المطاردات في الشوارع الرئيسية والفرعية. ومن جهته وصف أردوغان الأعضاء المستقيلين من حزبه العدالة والتنمية ب "الخونة" , مضيفا "من انطلق معنا في هذا الطريق ثم خاننا وتركنا في وسطه لن ندعوه للسير معنا مرة أخرى , وسنتخلى عنه كما تخلى عنا , أشكرهم على ما قدموه لنا في الماضي , لكن لا أشاركهم الرأي ولا أقبل ما يقولونه الآن عنا , فالشعب لم يعطهم أصواتهم حتى يخونوهم". وقال أردوغان في خطاب ألقاه أمام الآلاف من أنصاره الذين استقبلوه في مطار أتاتورك الدولي باسطنبول بعد عودته من جولة داخلية شملت ولايتي صاقاريا وكوجالي أمس الجمعة إن من استقالوا من الحزب لا يمثلون شيئا. وتعيش تركيا على وقع تحقيق حول قضايا فساد اجبرت ثلاثة وزراء على الاستقالة ما دفع اردوغان الى اجراء تغيير واسع من اجل امتصاص حدة الانتقادات الشعبية والنيابية لتورط اطراف في الحزب الحاكم في قضايا فساد مالي و إدراي. وإعتبر اردوغان أن حكومته تتعرض إلى"مؤامرة واسعة النطاق" لزعزعة استقرار البلاد واقتصادها مؤكدا ان "هناك بعدا دوليا لكل هذه التحقيقات وانها قضية تم تقديمها على شكل عملية قضائية ولكنها في الواقع تهدف الى تقويض مستقبل تركيا".