تستعد الجزائر، خلال الأشهر القليلة القادمة، لإطلاق أول مخبرة صناعية وهذا لتجاوز أزمة الخبز، خاصة في الأعياد وأيام العطل، حيث يعيش المواطن في العاصمة والمدن الكبرى أزمة حقيقية يتحول معها البحث عن الخبز إلى مشكل حقيقي. ومن المنتظر أن تبدأ أول مخبرة صناعية في الجزائر مطلع شهر فيفري، بعد العقد الذي وقعه محمد العيد بن عمر، المدير العام لمجمع ”عمر بن عمر” وصاحب أول مخبرة من هذا النوع مع الفرنسيين، على هامش الزيارة الأخيرة لوفد رجال الأعمال الفرنسيين رفقة الوزير الأول جون مارك أيرو. وبموجب هذا العقد ستستورد الجزائر ثلاث آلات وتنتج - حسب بن عمر - 150 طن من الخبز يوميا. إقدام الجزائر على إنتاج الخبز الصناعي لتجاوز الأزمات المتكررة لنقص الخبز ينطوي على مخاطر صحية كثيرة بنظر المختصين، وهي المخاطر التي دفعت العديد من الدول الاوروبية والصناعية الكبرى التي خاضت التجربة قبلنا إلى التفكير في التراجع عن هذا الخيار لصالح خيارات أخرى، بما فيها العودة إلى الخبز التقليدي، وهذا لانطواء الخبز الصناعي على محسنات غذائية ذات مخاطر صحية كبيرة ليس أقلها الإصابة بالسرطان. فالبحوث الحديثة التي أجريت في هذا المجال كشفت أن الخبز الصناعي، أوما يسمي بالخبز المحسن، يحتوى على مادة برومات البوتاسيوم المسببة للسرطان، الأمر الذي دفع المنظمة الصحة العالمية إلى تصنيفها في إطار المواد الخطيرة في نشرة صحية أصدرتها المنظمة عام 1992، داعية الدول إلى الحد من استعمالها في مادة الخبز.. وهذا ما دفع العديد من الدول الاوروبية إلى الاتجاه لمنع أو التقليل أو حظر استعمال هذه المواد، مثل فرنسا، التي بدأت منذ 2008 في التقليص من عدد المخابز الصناعية، لاسيما تلك التي تستعمل مادة برومات البوتاسيوم في صناعة الخبز. في حين قال عميد الأطباء الدكتور، بقاط، إن ربط مرض السرطان بمكون غذائي أمر صعب جدا، لأنه لم يثبت علميا حتى الآن أن طبيبا استطاع تشخيص مرض السرطان بسبب مكون غذائي أومادة معينة. لكنه في المقابل أكد على أن وجوب تجنب الإفراط أو تناول المواد الغذائية المجهولة المصدر، ومنها المحسنات الغذائية التي تدخل في صناعة الخبز، وهذا نظرا لتحذيرات الأوساط الصحية العالمية من مخاطرها ومضاعفاتها الصحية، خاصة أن أغلب تلك المواد ليست ذات قيمة غذائية وإنما تضاف فقط لدواعي تسويقية تهدف إلى جلب الزبائن. من جهة أخرى، قلل حريز، من الفيدرالية الجزائرية لحماية المستهلك، من شأن الحديث الدائر حول مخاطر الخبز الصناعي الذي سيسوق بداية من فيفري القادم، مؤكدا أن إنشاء مخبرة صناعية من شأنه أن يقلل من الضغط الموجود على المخابز العادية في تمويل السوق الوطنية . ويفتح المجال للاهتمام بالنوعية بشكل أفضل، حيث يمكن للمخابز العادية أن تعود مثلا لصناعة الخبز التقليدي لتمويل المواطن، بينما المخابز الصناعية يمكنها أن تمول المؤسسات الكبرى، مثل الثكنات و الجامعات والمطاعم التي يمكنها أن تحصل على الخبز بشكل دوري و في ظروف صحية وتسويقية أفضل. وبشأن المخاطر الصحية التي يتم الحديث عنها، قال حريز إن الخبز الصناعي لا يختلف كثير عن الخبز الذي يسوق حاليا في المخابز، لأن الكل يستخدم المحسنات الغذائية والإضافات الغذائية غير مضمونة هي الأخرى . من جهته رئيس اتحاد الخبازين، يوسف قلفاط، نفى أن تكون هيئته قد أصدرت أي تصريح تعارض فيه إنشاء مخبرة صناعية، مؤكدا أن هذا المشروع من شأنه أن يفتح الأبواب واسعة أمام المنافسة الجادة والاهتمام بالجودة وتوفير الخبز على مدار العام وتحت أي ظرف، مؤكدا أن الفيدرالية تثمن مثل هذا المشروع الذي لن يؤثر على المهنة ولا على الاتحادية بالعكس فالجودة وحدها يمكنها أن تفرض اسم الخباز في السوق وليس أي اعتبار آخر.