كشف مصدر من وزارة التجارة أن القانون الجزائري يعترف، منذ سنة 1996, بنوعين من الخبز: ''الخبز العادي'' و''الخبز المحسن''، موضحا بأن الخبز العادي يتكون من الفرينة والملح والزيت، أما المحسن فهو تسمية فقط، لأن المحسن تضاف إليه المادة الدسمة والسكر، علاوة على المحسنات المكونة من مواد كيميائية. شدد المتحدث على أنه لا يوجد فرق بين العادي والمحسن لأنه ليس لهما قيمة غذائية، بل التسمية في حد ذاتها تتبع تسمية إدارية، ليس لها قيمة غذائية. وأشار في سياق آخر إلى أن للخبز أصنافا بل آلافا من الأصناف، فهناك ما يصنع بالقمح وهناك بالحبوب الأخرى. أما بالنسبة للمواد الكيميائية، فهي تدخل في صناعة الخبز الاصطناعي الذي لا يملك قيمة غذائية ويضر بصحة المواطن. وحول سؤال يتعلق بماهية هذه المحسنات، أضاف المصدر ذاته أنه مع التطور التكنولوجي ودخول الخبز الاصطناعي الحياة اليومية للجزائري، تتطلب وسائل إنتاج الخبز الاصطناعي إضافة تلك المحسنات ليس لإيجاد قيمة غذائية، لكن أفرانا خاصة مستعملة في إنتاج الخبز السريع تتطلب تلك المحسنات لتسهيل التخمير السريع أيضا. وأضاف أن العديد من المكونات الكيميائية تضاف إلى دقيق الخبز، وهي مواد لها تسميات علمية، من بينها إنزيمات نشطة مثل الليسيثين وفيتامين سي وأسكروبيك أسيد وغلوتين. وشدد على أن الخبز الاصطناعي يعتمد على الكمية لإنتاج عدد أكبر من الخبزات يوميا ولكن كل هذا على حساب النوعية. وأرجع المتحدث التحول الصارخ في إنتاج الخبز الاصطناعي في الجزائر، إلى أن أسعار الخبز الاصطناعي أخفض من أسعار الخبز التقليدي وكذا طرق إنتاجه ومصاريف الإنتاج أيضا. وأضاف في هذا الإطار أن كيلوغراما من المادة الدسمة مثلا و750 غرام من السكر لإنتاج قنطار من الفرينة، فيما تحدد الخبزة ب 250 غرام. خبازو العاصمة يؤكدون ضرورة استعمال المحسنات ويصرحون نحن ملزمون بمسايرة طلب الزبائن على خبز الأفران الحديثة أكد خبازو العاصمة أن لجوءهم إلى استعمال المحسنات لصناعة الخبز، ضروري في الوقت الراهن، في حين أصبح الجميع يعتمد الوسائل الحديثة المتمثلة في الأفران والآلات التكنولوجية سريعة الإنتاج ولكنها تحتاج إلى إضافات لإنجاح عملية صناعة الخبز. وأكد عدد من خبازي العاصمة في جولة قامت بها ''الخبر'' في أحياء المدنية، على ضرورة استخدام المحسنات لإنتاج الخبز. ومن بين هؤلاء خباز ببلدية المحمدية، أورد أنه منذ بدايته في المهنة مع نهاية التسعينيات وهو يعمل في مخبزة تستخدم أفرانا حديثة. وشدد المتحدث على أن عجينة الخبز تحتاج إلى محسنات حتى يتمكن الخباز من إنجاح طهي الخبز وجعله مثيرا ومغريا لزبائن المحل. وعن نوعية المحسن المستخدم، أعلن المتحدث جهله لها ولكنه أصر على أن ما يستعمله فعال لتحسين مظهر الخبز. وقال خباز من بلدية القبة إن محله يتم مراقبته من حين لآخر من طرف أعوان مصالح مراقبة النوعية للوزارة، ولم يشيروا إلى أي خطر يذكر عن مكونات الخبز الذي يعرضه على الزبائن. وفي رده بشأن المخاطر التي يتم ترويجها حول المحسنات المستعملة في الخبز، قال المتحدث إنه يتحصل عليها من محلات مختصة لتوزيع تلك المواد المستوردة من دول أوروبية وعلى وجه الخصوص ألمانياوفرنسا وإيطاليا. وأضاف أنه لم يتلق أي احتجاج من طرف زبائنه منذ فتحه للمخبزة في .2001 وأشار آخر بحسين داي إلى أن استعمال المحسنات ظهر، خاصة، مع استعمال الأفران الحديثة بالجزائر في التسعينيات. وأكد أن والده كان يستخدم الأفران التقليدية في السابق، لكن الخبز الذي كان ينتجه تراجع الطلب عليه في تلك الفترة، حيث أصبح الطلب متجها تدريجيا إلى الخبز المصنوع في أفران حديثة ومستعملة المحسنات. وإن كان هذا الخبز ذا قيمة غذائية أقل من الخبز التقليدي، إلا أن الزبائن أغراهم المظهر الشهي للخبز الحديث المستعمل للمحسنات، ''فأصبحنا نحن الأبناء ملزمين بمسايرة السوق وإلا تغيير النشاط. فبالنسبة لنا ما دام أن لا أحد أعلن احتجاجه، فإن الخبز الذي نصنعه باستعمال المحسنات يمكننا من مواصلة نشاط المخبزة ويضمن عيشنا إلى أن يثبت العكس''، يقول المتحدث. عميد الأطباء محمد بركاني بقاط ينصح يجب العودة إلى الخبز التقليدي وتجنب المصنوع بالمحسنات أوصى عميد الأطباء الجزائريين، محمد بركاني بقاط، بأخذ الحيطة في تناول الخبز الذي يتم إعداده باستعمال المحسنات، بالنظر إلى التحذيرات الصادرة في التقارير الصحية العالمية. وأكد السيد بقاط، في تصريح ل''الخبر''، أن القاعدة تتمثل في تجنب استهلاك أي غذائي تحوم الشكوك في تسببه للأمراض. وأضاف أن محسنات الخبز المصنوع بطرق تكنولوجية حديثة من نحو عقدين، يجهل مصدرها وتركيباتها وآثارها. غير أن عميد أطباء الجزائر اعتبر أن ربط مرض مثل السرطان بمكون غذائي، صعب المعاينة فلم يسجل مثلا في السنوات الماضية ما يؤكد ذلك، حيث أضاف أنه لم يعرف طبيبا واحدا ذكر له أن سبب مرض السرطان الذي أصاب مرضاهم يعود إلى محسنات الخبز. ومع هذا وجب الحذر من مكونات غذائية تكنولوجية، هدفها تسويقي ويجهل تأثيرها على المدى الطويل، حسب ما أضاف بقاط الذي أكد أن بعض الأمراض قد تصيب المستهلك في مدة زمنية طويلة، في وقت يلجأ الجميع إلى إضافات لتجميل السلع وإعطائها مذاقا مغريا كما هو الحال بالنسبة للخبز منذ بداية التسعينيات عند استبدال الطرق التقليدية في صناعة الخبز بالآلات تكنولوجية حديثة، تحتاج إلى مواد كيميائية لإتمام عملية تحضير الخبز. فالمحسنات هدفها تحسين مظهر الخبز وجعله ''مقرمشا'' وليس الغرض منها إضافة مكونات غذائية صحية، حسب ما أورده بقاط. وطرح المتحدث التساؤل حول إمكانية السلطات العمومية مراقبة السوق والسهر على حماية المستهلك، مشيرا إلى الإمكانيات المتوفرة لدى مصالح وزارة التجارة إن كانت تسمح بحماية المستهلك الجزائري، في حين أن الخبز منذ سنوات أصبح معروضا بأشكال مختلفة، أسوأها بيع هذه المادة على الأرصفة. ونصح عميد الأطباء بتجنب استهلاك الخبز المصنوع بالمحسنات قدر المستطاع، من مبدأ ''اللي خاف سلم'' والعودة إلى استهلاك الخبز التقليدي، فعدد من الدول بما فيها فرنسا التي تعد دولة رائدة في صناعة الخبز، عادت لاستهلاك الخبز التقليدي البعيد عن كل ما هو مصنوع بالطرق الحديثة. بعض الدول الأوروبية تباشر الإلغاء التدريجي لها تقارير دولية تحذر من مخاطر المواد المكونة للمحسنات أْعلن، خلال الأعوام الماضية، عن اكتشاف عدة أنواع من المحسنات المستخدمة في صناعة الخبز المحسن والتي تحتوي على مادة برومات البوتاسيوم التي تعتبر من المواد الكيماوية الضارة بصحة الإنسان والمسببة لعدة أمراض سرطانية خطيرة ونتيجة لذلك أصدرت منظمة الصحة العالمية في العام 1992 نشرة صحية، حذرت فيها من مخاطر استخدام المحسنات التي تحتوي على مادة برومات البوتاسيوم ودعت جميع الدول إلى منع وحظر استخدامها نهائياً في صناعة الخبز. وقد كشفت البحوث التي أجرتها المنظمة على هذه المحسنات، بأنها مادة خطرة وضارة بصحة الإنسان وتسبب حدوث أمراض سرطانية وذلك على المدى البعيد وهنا تكمن الخطورة في استخدام هذه المحسنات التي تحتوي على مادة برومات البوتاسيوم. وتكشف الدراسات العلمية العالمية أن تلك المواد مسرطنة، ما دفع بعض الدول في أوروبا إلى البحث عن حلول من أجل تقليص هذه المواد الكيميائية وتقليلها بإصدار قائمة بتلك المواد المساعدة على الإصابة بالسرطان، فضلا عن وضع قائمة كيميائية للسماح بتناول المواد الغذائية القائمة. وقد أجبرت هذه التقارير الدول الأوروبية على اتخاذ قرار منع استعمال المحسنات بالتدريج في صناعة الخبز، على غرار فرنسا التي شرعت منذ 2008 في تقليص عدد المخبزات التي تستعمل المحسنات في صناعة الخبز، في حين سيمنع استعمال المحسنات مطلع السنة المقبلة بشكل كلي لما تشكله من أضرار على صحة الإنسان، أقلها تحفيز نمو الخلايا السرطانية في جسم الإنسان، بالإضافة إلى مرض ارتفاع الضغط الدموي والأمراض القلبية والسكري، إضافة إلى كل أمراض الجهاز الهضمي والمعدة. الجزائريون يستهلكون 35 مليون خبزة في اليوم تجاوز استهلاك الجزائريين للخبز 53 مليون وحدة يوميا، حسب دراسة أعدتها منظمة التغذية العالمية مع الاتحادية العالمية للخبازين، خاصة بسنة 2012، مشيرة إلى ارتفاع الاستهلاك خلال شهر رمضان، لتضيف أن سكان العاصمة وحدهم يستهلكون 5 ,7 ملايين خبزة يوميا. وتؤكد الدراسة أن استهلاك الجزائريين ارتفع من 49 مليون خبزة يوميا في 2010 إلى 53مليون خبزة يوميا سنة .2012 وأضافت أن العائلة الجزائرية الواحدة تستهلك ما بين 5 و6 خبزات يوميا، ويستهلك سكان الجزائر العاصمة لوحدهم ما يعادل 5, 7 ملايين خبزة يوميا.