عاد الحديث مجددا في مصر عن ترشيح وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي لمنصب رئيس الجمهورية، وسط تسريبات بحسم هذا الأخير موقفه الإيجابي من الترشح وترحيب شعبي واسع به، في وقت أكدت حملة ”كمل جميلك” التي تجمع التوقيعات لمطالبته بالترشح وصولها ل26 مليون توقيع. أثارت تصريحات منسوبة لمسؤول أمني في مصر لوكالة ”رويترز”، والقائلة بأن الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والإنتاج الحربي سيعلن خوضه انتخابات الرئاسة، وأن ”قيادة الجيش عبرت في اجتماع عقد مؤخرا عن تأييدها لترشحه”، ضجة في الساحة السياسية والشعبية، ليعود مجددا الحديث عن ترشحه وقبوله بالمطالبات الشعبية لذلك، رغم نفيه في عدة مناسبات هذا الأمر وقال إن مهمة المؤسسة العسكرية دورها حماية مصر ولا علاقة لها بالسياسة، لكن التصريحات الأخيرة لهذا المصدر الأمني وكذا التطورات الحاصلة على الأرض خاصة التفجيرات التي تشهدها مصر هذه الأيام والتخوفات الشعبية من ترشحها للزيادة، جعلت السياسيين يحسمون أمرهم بأن حل الأزمة في مصر يجب أن يكون حلا أمنيا وأن أفضل من يقودها في الفترة القادمة يجب أن يكون شخصية عسكرية ولا أفضل من السيسي لهذا المنصب حسبهم. وما زاد تأكيد ترشحه كان بيان وزارة الدفاع المصرية، _تعليقا على أنباء إعفاء الفريق أول عبد الفتاح السيسي من منصبه وتعيين آخر، بمنصب وزير الدفاع، تمهيدا لترشح السيسي لرئاسة الجمهورية، حيث قال فيه المتحدث العسكري الرسمي، إن المؤسسة تنفي ما نشر بشأن اتخاذ السيسي إجراءات للاستعداد للترشح، وأن ”المؤسسة العسكرية وقادتها لا تعتمد في نشر أخبارها أو أي أحداث حالية أو مستقبلية تتعلق بها على مصادر مجهولة تختلف تسمياتها بين وسائل الإعلام”، وأنها تحرص على إطلاع الرأي العام بشكل مباشر على كل الأمور التي تتعلق بها وبقادتها من خلال أجهزتها والقادة المعنيين بهذا الأمر، وفي توقيتات محددة، ولم ينف المتحدث في بيانه الذي نشر على صفحته على الفيس بوك، ترشيح السيسي من عدمه، وهو ما زاد من تكهنات المتتبعين للشأن السياسي في مصر من إمكانية قيادة السيسي لمصر في الفترة المقبلة. ويحدث هذا في وقت وصل عدد الموقعين على استمارات حملة ”كمل جميلك يا شعب” لدعم ترشيح السيسي إلى 26 مليون مواطن، وأكد القائمون على الحملة، أن هناك استمرارًا للحملة في جمع التوقيعات من مختلف المحافظات حتى 20 جانفي الحالي، حيث تعلن بعدها الأعداد النهائية بعد حصرها ومراجعتها وسيتم الإعلان عن الرقم الأخير يوم 25 يناير تمهيدًا لنزول الجماهير يوم الاحتفال بالثورة لمطالبة الفريق السيسي بالترشح للرئاسة، وهو ما تحضر له الحملة التي لا تزال تجوب مختلف محافظات مصر لجمع أكبر عدد من التوقيعات. يذكر أن كل المرشحين المحتملين لرئاسة مصر، كانوا قد أعلنوا في وقت سابق أنه في حال ما إذا ترشح السيسي فلن يقدموا على ترشيح أنفسهم، بدءا من حمدين صباحي المرشح الناصري والفريق أحمد شفيق، وكذا عمرو موسى وغيرهم، إضافة إلى المرشح الإسلامي المحتمل الوحيد لغاية اليوم عبد المنعم أبو الفتوح الذي أعلن في وقت سابق أنه لن يترشح إذا أقدم السيسي على ذلك.