فشلت محاولة تدويل الأحداث الأخيرة التي شهدتها ولاية غرادية، حيث لم تلب العديد من الجمعيات الأمازيغية التي تمثل الجزائريين في التجمع التنديدي الذي دعت إليه التنسيقية الأمازيغية بفرنسا، ووراءها الحقوقي كمال الدين فخار، بمقر حقوق الإنسان بباريس. واستنادا إلى شهود عيان، متابعة للملف، فإن عدد كبير من الأمازيغ الجزائريين المقيمين بفرنسا وفي مقدمتهم الميزابيون، تراجعوا عن حضور الاجتماع الذي دعت إليه تنسيقية الأمازيغية بفرنسا، لسببين، الأول هو التطورات الأخيرة التي عرفتها الأحداث بولاية غرادية، حيث أخذت مجرى إيجابيا بعد توصل الطرفين لصلح أولي والعودة التدريجية للهدوء والأمن بالمنطقة، والسبب الثاني هو التحذيرات التي أطلقها أعيان المنطقة بني ميزاب لأبنائهم بالمهجر بالسير وراء ما يمليه مجلس الأعيان الذي اقتنع إلى حد ما بعدد من الحلول التي قدمتها الحكومة للأبناء المنطقة، خاصة وأن أمور عديدة تمت تسويتها في مجال تعويض المتضررين ومنح الأراضي للسكان وبعث سلسلة من المشاريع التنموية. وأمام هذه المستجدات بقي نداء الوقفة التنديدية المصادف لرأس السنة الأمازيغية، حسب ما أكدته مصادر ل”الفجر”، محصورا في عدد قليل من الجمعيات وبعض المغربيين والتونسيين الذين عبروا في إطار التنسيقية الأمازيغية الفرنسية عن تعاطفهم مع الأحداث التي شهدتها منطقة بني ميزاب في الفترة الأخيرة. ويمكن القول أن مهمة التدويل التي كان يرعاها كمال الدين فخار، الذي استند إلى أشرطة فيديو وصور، فشلت، في انتظار رد الجهات التي تسلمت الملف، لكن يبدو أن عدم سير الأعيان وكبار القوم وراء الفكرة وقبولهم بالحلول التي قدمتها السلطة سيجعل الأحداث مجرد ذكرى أليمة، على غرار ما شهدته منطقة القبائل في سنوات الماضية، لاسيما وأن تدويل أي ملف يحتاج إلى شهادات متطابقة من المتضررين الذين فضلوا الحلول الداخلية.