كشف تقرير مكتب منظمة السلام الأخضر ”غرين بيس” بشرق آسيا، نُشر مؤخرا على موقعها الالكتروني، عن وجود مواد كيميائية سامة في ملابس وأحذية الأطفال تصنعها علامات تجارية كبيرة، على غرار ”ديزني”، ”باربيري” ”أديداس”، و”برايمارك”، و”آميركان آباريل”، ”جاب”، و”نايك”. وفي هذا الشأن، صرحت مريام كوت، المكلفة بحملة المنظمة ضد السموم، أنّ أصحاب صناعة الألبسة الرياضية يلعبون ورقة حماية البيئة لكنهم يدسون في منتوجاتهم سموما تلوث البيئة ودم الإنسان في العالم كله. وإثر ظهور نتائج التحاليل شرعت ”السّلام الأخضر” في شنّ حملة عالمية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أطلق عليها شعار” حملة منظمة السلام الأخضر لإزالة السّموم”، لتحسيس الرأي العام العالمي بخطورة هذه المواد، والانضمام إلى مسعاها الرّامي إلى الضغط على العلامات التجارية الكبرى لوقف تلويث الأنهار وجداول المياه، ووضع مواد كيماوية سامة في الملابس التي تصنعها بحلول عام 2020. وتقول غرين بيس إنّها تمكنت من إقناع 18 علامة تجارية كبرى مثل ”زارا” و”أش إي أم” و”لوفيس” للشروع في إزالة المواد الكيماوية السامة من ملابسها، وأنّ كلا من ”فالانتينو”، و”مانجو”، و”زارا” وآخرون قد تمكنوا من تحقيق تقدّم كبير في هذا الاتجاه من أجل شفافية سلسلة التوريد وإزالة المواد الكيميائية. لكنّ المنّظمة لاتزال مستاءة لعدم بلوغ أهداف مسعاها أمام تعنّت علامات تجارية مثل ”باربوري” و”أديداس” و”ديزني”، التي تتجاهل المخاطر التي تسببها هذه المواد السامة وتضع نصب أعينها تحقيق الأرباح الطائلة على حساب صحة العامة. وفي سنة 2012، كشفت فحوص طالب بها فرع المنظمة بألمانيا، احتواء ألبسة رياضية موجهة للنساء والأطفال، أنتجتها ماركات عالمية على ملوثات مضرة بالصحّة والمحيط، وتمس نتائج التحاليل أيضا الماركات السويسرية ”ماموت”، ”زيمتسترن”، و”كايكيالا”. وأظهرت النتائج النهائية التي دونت في التقرير الذي حمل عنوان ”Chemistry for any weather”، تركيزات عالية لمركبات الكربون المشبعة بالفليور، حيث وجدت مستويات من حامض مشبع بالفلور مثيرة للقلق في منتوجات كايكيالا (العلامة التجارية لماركة محلات ترتنسا)، ونورث فايس وباتاغونيا، جاك فولسكين ومارموت. كما تبين أنّ سترة ماموت وفود تحتوي بدورها على تركيزات عالية من الكحول المشبع بالفليور، بينما احتوى نموذج سترة آخر صنع خصيصا لمكتب المنظمة بألمانيا على تركيزات ضئيلة من الكحول المشبع بالفليور. وبالتالي، اتضح أنّ كل الماركات التي راقبتها المنظمة تستعمل الكحول المشبع بالفليور في الألبسة الجاهزة والأغطية غير النفوذة الواقية من المطر (على سبيل المثال غورتكس). علما أنّ المركّبات المشبعة بالفليور تزول بصعوبة في الطبيعة وتنتقل إلى جسم الانسان مباشرة بعد تلويثها للماء والمواد الغذائية.