تعكف جمعية الألفية الثالثة، هذه الأيام، على التحضير لحفل تكريم الفنانة القديرة ''أنيسة مزغار''، وذلك ضمن سلسلة تكريماتها الدورية لرجال ونساء الفن الجزائري، والذي ستحتضنه قاعة ''سييرا مايسترا'' يوم 10 أفريل القادم وذلك بحضور نخبة من الوجوه الفنية والثقافية الجزائرية إلى جانب عدد من أفراد عائلة الفنانة وأصدقائها. ويأتي تكريم الفنانة ''أنيسة مزغار'' كتتويج للمسار الفني لهذه المبدعة المناضلة ذات الحضور المتميز منذ أول إطلالة فنية لها سنة ,1956 والتي تميزت بصوتها القوي وتمثيلها العفوي وبوجهها الملائكي الذي منحها المصداقية الجماهيرية الكبيرة. السيدة أنيسة التي تبلغ اليوم 73 من العمر تملك في رصيدها أكثر من 250 رواية إذاعية باللهجة القبائلية و150 بالعامية، أما عن الغناء فقد اقتحمت مجاله في أواخر سنة 1957 لتقضي سنوات طويلة في أدائها للحوزي، حيث كانت تقف على خشبة المسرح وهي في كامل حلتها العاصمية إضافة إلى أدائها للغناء القبائلي الأصيل، حيث لاتزال أغانيها تبث من حين لآخر. والأمر نفسه بالنسبة للتمثيل حيث كشفت عن قدراتها وقوة أدائها لتتمكن من لفت انتباه أكبر المخرجين في السينما والتلفزيون ولايزال الجمهور يذكر بعض الروائع التي قدمتها مع الراحل علي فضي، علي بوثلجة ومحمد حلمي الذي لازمته كثيرا، وكان آخر ظهور لها في مسلسل تلفزيوني أنجزه الحاج رحيم بعنوان ''حكاية ناس''. للإشارة، فإن هذا التكريم يكون ال 35 في سلسلة التكريمات التي نظمتها الجمعية منذ تأسيسها سنة 2000 والذي خص العديد من الأسماء الفنية، وأول مكرّم كان المخرج مصطفى بديع ثم الراحل محمد ونيش، جميلة القبائلية، العنقيس، طه العامري وصولا إلى فتيحة بربار ومحمد حلمي، كما قامت الجمعية بتكريم من رحلوا ولم يكرموا في حياتهم كالراحلة زهرة حليت ودوجة عبدون وغيرهما، خاصة أن من أسباب تأسيس هذه الجمعية هو تكريم الفنانين وتقديرهم أثناء حياتهم عوض تكريمهم بعد الرحيل، كما كان الحال مع من رحلوا في صمت كالممثلة القديرة وردية وحسان الحسني وعلال المحب وغيرهم كثيرون.