شهدت العاصمة الأوكرانية كييف أمس مواجهات عنيفة بين المتظاهرين المناهضين للحكومة وقوات الأمن، سجلت فيها عدد من الإصابات، في ظل تمسك المعارضة بمطلب تعديل دستور البلاد والتعجيل بالانتخابات، فيما حذّرت وزارة الخارجية الروسية واشنطن من التدخل في الشؤون الأوكرانية ومحاولة فرض تعليماتها على كييف، داعية الى استخلاص العبر من التاريخ المعاصر الذي يظهر النتائج التي قد يؤدي إليها مثل هذا التدخل. أعلنت وزارة الداخلية الأوكرانية أن 8 من رجال الأمن على الأقل أصيبوا بجروح في صدامات قرب مقر البرلمان، كما هاجم آلاف المتظاهرين مقر حزب الأقاليم الحاكم، وأضرموا النار في جزء منه واستولوا على جزء آخر، إلا أن تعزيزات أمنية وصلت الى الموقع وأخلت المبنى من المحتجين.، لتتسع رقعة المواجهات لتشمل عدة شوارع مؤدية الى الحي الحكومي أين يتواجد مقرا البرلمان والحكومة، وذكرت وزارة الداخلية أن المحتجين يحاولون الاستيلاء على بعض المباني القريبة من مقر البرلمان ولقوا ويرمون ورشقوه ورشقوا المبنى بقنابل الدخان، وتجمع أنصار المعارضة المؤيدة لنهج التكامل مع الاتحاد الأوروبي أمام مجلس الرادا، حيث كان من المنتظر أن ينظر النواب في قضية تعديل الدستور، وتتمسك المعارضة بمطالبها الداعية لإعلان انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة،ودعا زعيم حزب ”أودار” (الضربة) المعارض فيتالي كليتشكو الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش الى إعلان انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة في البلاد. على صعيد آخر طالبت روسيا من الولاياتالمتحدةالأمريكية العدول عن التدخل في الشؤون الداخلية لأوكرانيا ، وذكر الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية أن واشنطن تحاول فرض ”المسار الغربي” على تطور أوكرانيا، بوصفه ”الخيار الصحيح الوحيد”، متهما الإدارة الأمريكية بمحاولة فرض إرادتها على سلطات بلد مستقل، رغم دعوات واشنطن في الوقت نفسه الى عدم وضع عراقيل أمام الشعب الأوكراني لاختيار مستقبله بحرية، واعتبر الدبلوماسي الروسي أن بيان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماري هارف الصادر يوم 14 فيفري مثالا واضحا عن سلوك أمريكا اتجاه أوكرانيا، على اعتبار التعليمات الكثيرة التي قدمتها هارف بشأن الخطوات التي يجب أن تتخذها الحكومة الأوكرانية.