يبدو أن غليان الشارع الأوكراني قد أرضخ حكومة البلاد ويتجه إلى إجبارها على توقيع اتفاقية مع الاتحاد الأوربي، حيث صرح رئيس الوزراء الأوكراني ميكولا ازاروف، أن بلاده تحتاج إلى عشرين بليون أورو من المساعدات الأوروبية، لتوقيع اتفاق شراكة مع الاتحاد يحد من انعكاساته على اقتصادها، فيما تستمر التظاهرات في غلق شوارع العاصمة كييف بقيادة المعارضة التي تطالب بتوقيع اتفاق التجارة الحرة مع الاتحاد، حيث اندلعت اشتباكات خارج مقر المجلس البلدي بالعاصمة الأوكرانية بينما كانت الشرطة تحاول إخراج المحتجين. واقترح أزاروف أمس في اجتماع لمجلس الوزراء تسوية مسألة المساعدة المالية لأوكرانيا المقدرة بحوالي قدره 20 بليون أورو على شكل استثمارات، كما أكد رئيس الوزراء الأوكراني أن السلطات لن تستخدم القوة ضد المتظاهرين السلميين، وقالت السكرتيرة الصحفية لمديرية وزارة الداخلية في كييف لوكالة ”نوفوستي” إن الحديث لا يدور عن اقتحام المباني الإدارية التي احتلها المتظاهرون، إنما يقوم أفراد الأمن بتنفيذ قرار المحكمة ومساعدة الهيئات الحكومية في إخلاء الطرق التي احتلها المحتجون. ووسط تنديد دولي كبير، تواصل المعارضة الأوكرانية تظاهراتها المناهضة للحكومة في ميدان الاستقلال وسط كييف، حيث أكد زعيم حزب ”أودار” (الضربة) المعارض فيتالي كليتشكو رفض المعارضة الأوكرانية أي حل وسط مع السلطات بعد محاولة فض المظاهرة، مطالبا باستقالة الرئيس يانوكوفيتش وحكومته التي يتهمها بالفساد، ومعاقبة كل المسؤولين عن استعمال القوة لإخلاء الميادين واستفزاز المتظاهرين، حيث اخترقت أمس قوات الأمن الأوكرانية متاريس للمعارضة في شارع إينستيتوتسكايا المؤدي إلى ميدان الاستقلال، وشرعت القوات الداخلية صباح أمس هجوما على متاريس المعارضة في ميدان الاستقلال من جهة ساحة أوروبا، حيث قامت قوات الأمن بتحطيم المتاريس ونزع الخيام، ما دفع المحتجين إلى التراجع، وتجددت الاشتباكات أمس بالعاصمة عقب ليلة من المشاجرات والمواجهات بعد اقتحام الشرطة لميدان الاستقلال مكان اعتصام المحتجين، وأفادت مصادر من المعارضة الأوكرانية أن حوالي 200 عنصر من القوات الخاصة ”بيركوت” حاولوا اقتحام مبنى إدارة كييف الذي تسيطر عليه المعارضة، واعتقلت ثمانية متظاهرين من أنصار التكامل الأوروبي وسط كييف ليلة الأربعاء إلى الخميس.