انطلقت أمس بالعاصمة النمساوية فيينا جولة جديدة من المفاوضات بين إيران ومجموعة ”5+1”، وجاءت هذه الجولة كأول لقاء يعقد منذ تاريخ الرابع والعشرين نوفمبر من السنة الماضية في جنيف، أين تم التوصل إلى اتفاق تاريخي يسعى إلى تبديد قلق المجتمع الدولي من البرنامج النووي الإيراني، حيث تعهدت طهران وفق اتفاقية جنيف بالحد من تطوير برنامجها النووي مقابل تخفيف ضعيف للعقوبات الدولية المفروضة عليها، ووصفت بنود الاتفاقية بأنها خطوة أولى ذات أطر زمنية محددة مدتها 6 أشهر ابتداء من ال 20 جانفي من السنة الجارية، ويتعين على الطرفين المشاركين في المفاوضات اتخاذ خطوة ثانية لرفع كل الشكوك التي تحوم حول البرنامج النووي الإيراني بشكل نهائي، ويمثل الدول الكبرى في مفاوضات فيينا عن روسيا سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي وعن الولاياتالمتحدة مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية ويندي شيرمان، ووزير الخارجية جواد ظريف ممثلا عن الجانب الإيراني، فيما تنسق اللقاء المفوضة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون. وتسلط جولة فيينا في جدول أعمالها الجديد على تحديد عدد أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم وتعيين حدود لمستوى التخصيب وكذلك تقرير مصير مفاعل الماء الثقيل في آراك، حيث تحصي معطيات عدة عدد أجهزة الطرد المركزي في منشأتي نطنز وفوردو حوالي 19 ألفا، حيث تسعى الدول الغربية للحصول على ضمانات واضحة من إيران تضمن عدم سعي استبدال طهران لهذه الأجهزة بأجهزة حديثة، ما يحد برأي الغرب من قدرة طهران على إنتاج اليورانيوم للأغراض العسكرية بسرعة، وكانت طهران قد تعهدت بالتخلي عن تخصيب اليورانيوم إلى مستوى يزيد عن 5% خلال الأشهر ال 6 المقبلة، كما تتمحور مهمة الدول الغربية اليوم في تنسيق المستوى المقبول لتخصيب اليورانيوم في إيران بعد انتهاء هذه الفترة.