بدأت إيران أمس الأحد تعليق تخصيب اليورانيوم بموجب اتفاقها النووي مع القوى الكبرى المعروفة باسم مجموعة (5+1) في نوفمبر بجنيف، وذلك بعد وصول وفد مراقبي الوكالة الدولية للطاقة الذرية أول أمس إلى طهران التي انتقدت نشر البيت الأبيض ملخصا لاتفاق جنيف. يشرف الوفد الدولي المؤلف من خمسة أفراد على بدء تنفيذ الخطوة الأولى من الاتفاق، والمتمثلة في تعليق إيران تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمائة، ووقف العمل بأجهزة الطرد المركزي الجديدة. ويسود التفاؤل الأجواء السياسية والشعبية على حد سواء في إيران اتجاه المرحلة الذي وصل إليها اتفاق جنيف بالتزامن مع توجه المراقبين ضمن فريقين إلى منشأتي نطنز قرب أصفهان ومفاعل فوردو. وفي وقت سابق، قال مراقبون إن الوفد ليس وفدَ تفتيش، بل هو وفد يتكون من أشخاص يمكن وصفهم بالمراقبين الذين تتمحور مهمّتهم حول مدى التزام إيران بالخطوة الأولى لاتّفاق جنيف القاضي بوقف تخصيب اليورانيوم. وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية وقعت اتفاق تعاون يكمل اتّفاق جنيف مع إيران، ويتضمن نقاطا عدة، أبرزها تقديم الجانب الإيراني معلومات عن منجم جاتشين الذي ينتج مادة اليورانيوم وعن منشأة أراك التي تعمل على إنتاج الماء الثقيل والسماح لفرق التفتيش بالدخول إليها. ويتضمّن الاتّفاق تعهد إيران بالإفصاح عن معلومات تتعلق بمفاعلات البحوث وستة عشر موقعا تعمل على إنشاء المفاعلات النووية. وحسب الاتّفاق أيضا فإن طهران مطالبة بإبراز توضيحات عن أنشطتها المستقبلية لبرامج تخصيب اليورانيوم. من جانبها، انتقدت طهران نشر البيت الأبيض ملخصا لخطوات تطبيق الاتفاق المرحلي الموقع بين القوى الكبرى وإيران. وقال مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون القانونية والدولية عباس عراقجي إن نشر الجانب الأمريكي وثيقة غير رسمية عن اتفاق جنيف هو بمثابة إعطاء صفة رسمية لها وإيجاد حالة من الالتزام بها، مؤكدا أن الاتفاقات المبرمة في جنيف نشرت بشكل شفاف، وأوضح أن تلك الوثيقة تتضمن مباحثات جرت بين طرفي الاتفاق حول أسلوب تطبيقه وأدت إلى التوصل إلى انطباعات واستنتاجات بشكل شفهي بحيث صارت هذه الانطباعات مكتوبة باعتبارها وثيقة غير رسمية، وفق عراقجي. وجدد المسؤول الإيراني تأكيده على أنه إذا لم يلتزم الطرف الآخر بتعهداته، فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية بإمكانها أن تعيد نشاطاتها النووية إلى حالتها السابقة.